ناقد بناء
معاون
طاقم الإدارة
معاون
نسوانجي متفاعل
نسوانجي متميز
دكتور نسوانجي
أستاذ نسوانجي
عضو
ناشر قصص
نسوانجي قديم
- إنضم
- 17 ديسمبر 2021
- المشاركات
- 9,480
- مستوى التفاعل
- 3,088
- نقاط
- 21,101
- الجنس
- ذكر
- الدولة
- كندا
- توجه جنسي
- أنجذب للإناث
➤السابقة
الأول
الشخصيات
,
, أدهم عز الدين & ليلى محمود الحديدي
, أولادهم: حيدر ، عمار ..
, سيف عز الدين & مروة
, أولادهم: هارون ، رحمة ، زين ..
, مصطفى عز الدين & عبير جابر بن حيان😂
, أولادهم: ورود ، ربيع ..
, أحمد سعيد& نور عز الدين
, أبنهم: زياد ..
, كرم الحديدي & إسراء
, أولادهم: وسام ، نوار ..
, الشخصيات الرئيسية ..🌸
, هارون سيف عز الدين: شاب في25 من عمره .. طويل القامة عريض المنكبين ذو جسد رياضي وعضلات بارزة نتيجة لطبيعة عمله فهو ضابط برتبة رائد في الداخلة قسم مكافحة المخدرات .. وسيم بشكل كبير بعينين سوداوتين واسعتين ورموش كثيفة .. شعر أسود لامع غزير مع بشرة حنطيّة وذقن خفيفة مُهندمة .. قوي الشخصية صارم وجاد في عمله وطيب القلب ومرح خاصة مع عائلته وأخوته ..
,
, حيدر أدهم عز الدين: شاب في الخامسة والعشرين من عمره يصغر هارون بعدة أشهر .. درس إدارة أعمال ويعمل الآن في شركة عز الدين التي كبرت وازدهرت وأصبح لها فروع عدة .. طويل القامة بجسد مُتناسق ومعضل .. ذو عيون خضراء غامقة وشعر أسود كثيف وملامح جميلة هادئة ووسيمة .. اجتماعي كثيراً وأحياناً بارد .. طيب القلب وذو كبرياء حاد متفوّق في عمله ويتمتّع بذكاء كبير جعله يترأس إدارة الشركة بوقت قياسي ..
,
, زين سيف عز الدين: في 21 من عمره في سنته الأخيرة من كلية التجارة .. ومن شابه أباه فما ظلم .. شاب مرح ومتفائل مجنون ومتهور تلحقه المشاكل أينما ذهب أو هو من يلحق بها .. ويعشق سباق السيارات منذ صغره .. ذو عيون زرقاء كعيني أبيه وجسده رياضي لممارسته الرياضة دائماً شعره بني غامق مائل للسواد .. نسخة مصغّرة من والده إلّا أنه الأول على دفعته دائماً ومجتهد في دراسته وذكي ويتحمل المسؤولية إن لزم الأمر .. يعشق أخوه هارون ومتعلّق به ..
,
, عمار أدهم عز الذين: الإبن الأصغر لأدهم وصديق زين .. شاب مرح وهادئ بعض الشيء إلّا أنه مع زين ينقلب رأساً على عقب .. جميل بعينين زرقاوتين جميلتين وشعر بني مائل للسواد .. يكبر زين بعدة أشهر ويدرس معه في نفس الكلية .. مُلازم لزين كظله في كل شيء يعشق عائلته كثيراً ليس فقط أهله بل أعمامه وأصدقائهم فهم كعائلة واحدة .. يُحب أخيه حيدر كثيراً ولكن علاقتهم باردة وجافية ..
,
, ربيع مصطفى عز الدين: في الثاني والعشرين من عمره .. في سنته الخامسة من كلية الطب .. مجتهد وذكي .. هادئ وطيب القلب .. حنون كثيراً خاصة على أخته الصغيرة التي يعشقها .. صديق زين وعمار المقرّب والناصح لهم وهو الحكيم فيهم .. ورغم ذلك يُشاركهم أحياناً في بعض مغامراتهم .. عيناه زرقاوتين وذو شعر أسود غامق .. جسده رياضي وطويل القامة .. وسيم واجتماعي ومقرّب من والده كثيراً ..
,
, زياد أحمد سعيد: شاب في الرابعة والعشرين من عمره صديق حيدر المقرب درس مثله إدارة أعمال ويعمل معه في إدارة شركات عز الدين .. شاب قوي البنية وجاد جداً في عمله وحيد والديه ويعشق عائلة أمه ويعتبرهم أهله وأخوته .. ذو جسد معضّل طويل وشعر أسود غامق وعيون رمادية ساحرة وجميلة ورثها عن والده ..
,
, حمزة أمجد عامر: في الرابعة والثلاثين من عمره .. ذو قامة طويلة وجسد مُتناسق بعضلات خفيفة .. شعر أسود وعينين ملونة .. درس الطب وتخصّص في جراحة القلب .. جاد وحازم في عمله ولا يرضى بالغلط .. وأصبح بوقت قصير مشهور في عالم الطب والعروض تتهافت عليه للعمل في عدة مستشفيات .. عصبي قليلاً وصارم في تعامله وبنفس الوقت حنون عند اللّزوم يعيش مع أخته ليلى في الفيلا التي تعيش بها باقي العائلة ..
,
, وسام كرم الحديدي: في21 من عمره شاب مجنون مرح حياته عبارة عن مغامرات ومشاكل يقضيها مع صديقيه المقرّبين زين وعمار .. وعند الجد فهو مثله يتحمّل المسؤولية ويعتمد عليه في أصعب الأمور .. ذو شعر بني بخصلات شقراء وعيون ملونة كعيني والدته .. يدرس في كلية التجارة في سنته الأخيرة ..
,
, ريماس فهد الزيات: فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها .. جميلة بشكل لا يوصف وناعمة كثيراً بشعر بني طويل مع خصلات سوداء .. وعينين مزيج من الأزرق والأخضر .. ملامحها ناعمة وفاتنة برموش طويلة وشفتين كرزيتين .. هي ابنة رجل الأعمال فهد الزيات تبدو مغرورة ولكنها طيبة القلب ومتواضعة جداً درست في كلية الحقوق وتسعى لفتح مكتب محاماة خاص بها ..
,
, رحمة سيف عز الدين: فتاة جميلة في ال23 من عمرها .. فتاة قوية وعنيدة تريد أن تسري كلمتها على الجميع ، مغرورة بجمالها وغناها واسم عائلتها .. تُخفي خجلها وضعفها خلف قناع التكبّر .. طويلة جسدها ممشوق وجذاب ذات شعر أسود طويل وعينين بنيتين غامقتين مائلتين للأسود .. تخرّجت من كلية إدارة أعمال وتعمل في شركة عز الدين مع ابن عمها وابن عمّتها ..
,
, ورود مصطفى عز الدين: فتاة جميلة وهادئة كثيراً في ال21 من عمرها .. تدرس في كلية الفنون وموهوبة في الرسم منذ صغرها .. قصيرة القامة ذات شعر أسود طويل وعينين زرقاوتين ساحرتين .. بريئة وطيبة القلب وأغلب الوقت هادئة وتميل للعزلة أحياناً .. تعشق قراءة الكتب والروايات والقصائد ولديها مكتبة خاصة بها مليئة بالكتب المنوّعة مع دفتر مذكّراتها الصغير ..
,
, تسنيم مراد الرشدي: في الرابعة والعشرين من عمرها .. فتاة طيبة القلب كثيراً ومرحة متوسطة القامة ملامحها جميلة بشعر بني غامق وعيون بنية مُخضرّة .. شفتين منتفختين بشكل جذاب وتقاسيم وجه ناعمة .. متفائلة دوماً ورومانسية .. تخرجت من كلية الآداب وتعمل مُدرّسة للغة الإنجليزية في إحدى المدارس القريبة منها .. وهي خطيبة حيدر تحبه وتعشقه بشكل كبير ..
,
, نوار كرم الحديدي: في21 من عمرها .. صديقة ورود المقربة وتدرس معها في نفس الكلية .. ملامحها فاتنة ورثت عن والديها أجمل ما بهم شعر أشقر ناعم متوسط الطول وعينان بنيتان ساحرتان .. ملامحها ناعمة بشكل كبير وجذابة .. مرحة وعفوية تحب عائلة عز الدين كثيراً وتعتبرهم أهلها لا تُتقن الرسم ولكنها دخلت هذه الكلية لأنها لن تُفلح في غيرها ..
,
, الفصل الأول
,
, - سأكون جميلتك في الخمسين ، وستكون بطلي الوسيم في الستين .. لن يشيب الحب بيننا وإن غطى علينا البياض ..❤
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, شجرة كبيرة .. شامخة وعالية .. مُزهرة تحكي حكايات سنين طويلة عاشوها بين حزن وفرح ، حب ووئام ..
, تلك الشجرة كانت شاهدة على وحدتهم ، تماسكهم ، وحبهم وربما علّمت الأشجار حولها معنى الدفء والعائلة ..
, الشجرة التي زرعها شاب بيدين يائستين وعيون ذابلة دامعة .. وها هو الآن يقف أمامها بعد سنين طويلة وقد خطّ البياض شعر رأسه الأسود .. يتأمّلها بعيون لامعة وابتسامة شاردة فوق شفتيه ..
, ربّت على جذعها الضخم بحب وهو يتذكّر سنين طويلة من اعتنائه بها وحبه لها هو وزوجته .. حتى كبرت وأصبحت ظلالها الوارفة تُظلّلهم وتجلس معهم في تلك البقعة المُحببة على قلوبهم من الحديقة .. حتى باتت مكان رئيسي لاجتماع الجميع بعدما قاموا بتظيفها وترتيبها وتوسيعها لتُصبح جلسة هادئة على الأرض العشبية بين الزهور والظلال ..
, همس صوت أنثوي هادئ من خلفه: بابا الفطار جاهز ..
, التفت نحوها لتزداد عينيه لمعاناً .. وهو يتأمّلها .. كم تشبه زوجته في شبابها في رقة ملامحها وجمالها رغم عينيها الزرقاوتين اللتين ورثتاها عنه .. ورود .. حتى اسمها جاء من الطبيعة وقد انتقته زوجته ليُصبح لديه عبير الورد ..
, حاوط كتفها بذراعه لتبتسم بحنان كبير ورثته عن والدتها وتسير بجانبه نحو داخل الفيلا ..
, فيلا العائلة .. التي ازدادت طابق كبير وواسع خاص بالأولاد لتُصبح من ثلاثة طوابق ويُعاد ترتيبها وتنظيمها مع ترك هيئتها القديمة ولكنها ازدادت دفئاً وجمالاً أكثر ..
, اقتربا من مائدة كبيرة ..ازداد عدد المقاعد حولها لتحتويهم جميعاً ..رجالاً ونسائاً وشباب .. بإلفة ومحبة كبيرة ..
, جلس في مقعده المُخصّص لتتجه ابنته ورود ذات ال21 من عمرها لتجلس بهدوء فوق مقعدها بجانب مقعد أخيها الذي ينظر لوالده وقدوته الأولى بنظرات هادئة مبتسمة ..
, شاب في ال22 من عمره يُشبه والده مصطفى في الشكل كثيراً والمضمون .. ليأخذ من قوته رجولته وحنانه ليمتزج مع حنان والدته وجنونها .. كان كالنسمة الخفيفة بينهم حتى اسمه الذي يُشتقّ من اسمائهم .. ربيع .. لتمتلئ حياة مصطفى ربيعاً ووروداً وعبير ..
, هتف صوت رجولي أجش صوت حاني قوي لم يُغيّره الزمن وهو يتجه نحوهم: صباح الخير ..
, أجاب الجميع بابتسامات سعيدة: صباح النور ..
, ليجلس فوق كرسيه على رأس السفرة ينظر إليهم بسعادة وحنان لا يستطيع إخفائه كلما رآى جمعتهم هذه ..
, وضعت ليلى الصينية التي تمتلئ بكؤوس العصير لتلحق بها مروة وهي تُمسك صينية أخرى وتبدآن في توزيعها على الجميع ..
, هتفت ليلى في البنات: طب و**** أنتي وهي قليلين أدب ده بدل م تقوموا تساعدونا ؟
, لوت مروة فمها بامتعاض: اسكتي ياختي ملقيتيش غير رحمة هانم تساعدنا ده جوزي يساعدنا وهي لأ ..
, رفعت فتاة في ال23 من عمرها رأسها نحوهم .. ترمقهم بلامبالاة لتهز كتفيها هاتفة بصوت جميل ذو بحة مُميزة: لو طلبتوا مني كنت قومت ساعدت بس أنا مبفرضش نفسي على حد ..
, هتف ذلك الشاب الذي ينزل درجات السلم ببدلته الرسمية العسكرية .. وعلى أكتافه تُعلق شارة رائد .. شعره الأسود الغزير مُصفّف بعناية فائقة ليلمع مع عينيه السوداوتين الغامقتين: طبعاً عند الشغل مش هتفرضي نفسك أما عند الأكل الأولی دايماً .. صباح الخير يا بشرر ..
, ابتسمت رحمة تتأمّل وسامته الواضحة بعينين لامعتين .. كم تحسد نفسها على وجود أخ كهذا في حياتها وكم يزيدها حضوره تكبراً وغروراً لتهتف بمرح: اسكت متخلينيش قول طالعة لمين ..
, ضحك هارون ناظراً للذي رفع رأسه يرمقهم بغضب وهو يجلس بكرسيه الذي لم يتغيّر على يسار أدهم .. لتزداد ضحكاته ارتفاعاً قائلاً: إيه يا سيفو اللي على راسه بطحة يحسّس عليها ولّا إيه ؟
, هتف سيف ببرود: طب كويس فكرتني أنك خسرت الشرط وهتعزمني ع الغدا النهاردۃ ..
, رفع هارون حاجبيه بحذر: شرط إيه بقا ؟
, سيف بخبث: الشرط بتاع فيلم الرعب اللي شوفناه الأسبوع اللي فات .. ده اللي فضلت لازق بيا تقولي خبيني يا سيفووو .. عارف يا واد كسفتني وسودتلي وشي .. ظابط طول بعرض يخاف من حتة فيلم رعب إخس ..
, هتفت ليلى بذهول: إيه يا هارون خوفت معقول يابني أنت خرع للدرجة دي ؟
, جلس حيدر من الناحية الأخرى لهارون .. يبتسم باتساع وعيناه الخضراوتين الساحرتين تلمعان بجمال خلاب .. هاتفاً بضحك: أيوه يا ماما خاف أووي إخس ع رجالة العيلة بس .. إذا كان هاروون الكبير وبقا زي التوتو إحنا هنقول إيه .. فعلاً يا سيفو معاك حق لما قولتله هرهر ..
, ضحك الجميع عالياً ليرمقهم هارون بابتسامة صفراء على سخافتهم ناظراً لسيف الذي اتّسعت ابتسامته بتسلية .. سيف والده .. بل صديقه وأخوه وأقرب الناس إليه .. لا يعلم كيف ستكون حياته من دون مشاكساتهم الدائمة وشجاراتهم على أتفه الأشياء .. سيف شيء غريب لا يُمكن أن يوصف فقط ما يقدر على قوله أنه سيف وهذا أبلغ تعبير ..
, يقود سيارته بسرعة جنونية .. يضحك بحماس مُدندناً مع الأغنية العالية التي تنساب من المذياع بصخب كاد يكسره .. يتخطّى السيارات حوله بحرفية ومهارة عالية ويصرخ بانتصار وكأنه في خط سباق حقيقي ..
, ضغط يده على بوق السيارة بقوة عدة مرات عند اقترابه من الفيلا .. ليُسارع الحراس بفتح الباب له مهرولين بعيداً .. فهذه طريقته لإعلامهم بأنه وصل وعليهم فتح البوابة قبل أن يدخل بها هو وسيارته ويخلعها من مكانها بغير مبالاة ..
,
, دخل بسرعة لتحتكّ إطارات سيارته بالأرضية مُخرجة صريراً قوياً ودارت عدة دورات لتتوقّف أخيراً بسلام ..
, ترجّل منها يخلع نظاراته الشمسية السوداء لتظهر عينيه المائيّتين وتشق ابتسامة وجهه الوسيم ..
, زين عز الدين .. مُدلّل عائلة عز الدين نظراً لكونه أصغر أفرادها .. وأكثرهم جنوناً .. وطباعه المُحبة للدلال والحنان ورثها كاملة بدون نقصان .. طلباته أوامر وأوامره منفذة وإلا عناده سيفتك بالجميع ..
, صرخ صوت شاب بجانبه: م لساا بدري ياا حيواان يا جزمة أنا هفضل لاحقك لحد إيمتى ؟
, التفت زين نحوه .. كان شاب متوسط الطول بعينين زرقاوتين كموج البحر الصافي .. جسد رياضي بعض الشيء وملامح عابسة بسببه .. عمار عز الدين الابن الأصغر لأدهم ..
, اتسعت ابتسامة زين واقترب منه يحتضنه: حبيباااااي وحشتني يا عمووورة ..
, أبعده عمار عنه بغيظ: كنت فييين مش بايت بالفيلا ليييه أنت عايز عمك يقتلك ؟
, زين بامتعاض: كنت بصلّح العربية وسهرت معاها علشان متزهقش لوحدها ..
, عمار: أنت كل يوم بتصلّح الزفت العربية ده كله من ورا سواقتك المنيلة ..
, ابتسم زين بشكر: شكراً يا عمورة على رأيك ده من ذوقك و**** .. تعااااال بقا نصبّح ع الجماهيير ..
, فتح هاتفه الأسود العريض والفاخر ليفتح على تطبيق الإنستا .. فنجم سباق سيارات مثله لن يُفوّت الشهرة والنجومية أبداً .. بل أن الشهرة تأتي إليه على طبق من ذهب نظراً لعائلته وعلاقاته واجتماعيته .. ومن أول يوم لقناته على الإنستا حصد عدد مُتابعين هاائل ينتظرون سخافاته كل يوم بحماس ولهفة مُغيظة ..
, أشغل تطبيق الفيديو ليبتسم باتساع قائلاً: هاااي فانزي الحلويين القمرين عاملين إييه النهاردة !؟ وحشتوووووووووني أوووووووي أووي .. بصوا بقا أنا وصلت الفيلا بأمان الحمد**** على سلامتي طبعاً .. ومعايا هنا ابن عمي عاوز يسلّم عليكوا ..
, رمقه عمار بغيظ وغضب ليجذبه زين حتى يظهر في الفيديو هاتفاً بابتسامة: أهو عمورة قلبي وحياتي ابن البوص الكبير سلّموا عليه ..
, ثم التفت نحو عمار العابس هاتفاً: شوفت بسلموا عليك بقلولك هااي رد عليهم ..
, عمار بعبوس: هاي ورحمة **** وبركاته .. واقفل الزفت بقا معليش يا جماعة متآخذوناش بس نجمكوا ده هيتنفخ كمان شوية ..
, أمسك الهاتف منه سريعاً وضغظ على النشر ليصرخ زين بغضب: أنت عملت إيه يا جزمة يا واااطي ..؟
, ضحك عمار بتسلية: في إييه دول بقوا عيلتك ميمنعش يعرفوا أسرارك ولّا إيه ؟ امشي قودامي جوا بقااا ده عمك هيولّع بيك .. أنت عارف أبويا كويس مبيحبش حد فينا ينام برا البيت ..
, هتف زين بحذر: هو سيفو وهارون هنا ؟
, عمار: أيوه طبعاً ..
, ابتسم زين بارتياح: الحمد**** عندي محامين دفاع من الطّراز الأول .. ادخل قودامي ياخويا ..
, دخل عمار مقترباً من المائدة: صباح الخير ..
, أجابه الجميع ورفع أدهم عينيه يرمقه بغضب من تأخّره ليهتف سريعاً: ده زين الكلب كنت بجيبه من قفاه ..
, دخل زين بضحك: أوعى تجيب سيرة قفايا لحسن نخسر بعض .. صباحوووو الخيري أيها البشروووو ..
, صرخت مروۃ بغضب: بااااس كام مرة بقولك الصوت العالي ده بيجيبلي صداااع ..
, ابتسم معتذراً قائلاً بهمس: صباحوووو الخيري أيها البشروووو ..
, ليلى بسخرية: والتفاهة دي بتجبلها صداع برضه ..
, تأفف بضيق: الحق عليا .. أنا بنزّل من نفسي وبكلّمكوا ليييه أصلاً .. عندي البوص الكبير حبيب قلبي ..
, اقترب من أدهم يُعانقه ليدفعه أدهم بعيداً عنه بغضب: ابعد يا حيواان حسابك تقل معايا اوووي ..
, عاد زين لمعانقته: يتقل ولّا يخف أنت حبيبي هات بوووسة بووووسة واحدة بس ..
, دفعه عنه بغيظ ليتعلّق الأخر برأسه يمدّ شفتيه نحوه: أبووسك والنبي هبوووسك خلاص اثبت بقاا ..
, قبّله علی رأسه بقوة ليدفعه أدهم بغيظ هاتفاً: طب و**** مش هعدّيهالك المرة دي يا زين يا ابن الكلب ..
, التفت سيف إليه هاتفاً: لااا بقولك إيه لو هنبدأها شتيمة قولي علشان أستعد .. ده على أساس إن حيدر الكلب أحسن ؟
, حيدر بملل: هو مفيش غيري يا سيفو دايماً مدخّلني بأمثالك العريقة دي ؟
, سيف: تعال يا زينوو اقعد جمبي ياحبيبي يا ضنايا ..
, ضحك زي واقترب منه يُقبله: هاتلك بووسة جميلة زيك ياسيفووو يا نبضي ..
, جلس بجانبه ثم التفت أمامه ينظر لهارون هاتفاً بمرح وهو يُرسل قبلة في الهواء: حبيب أخوه يا ناااااس وخمسة موااااه ..
, ضحك هارون هاتفاً: يا تافه خف شوية مش شايف الناس حوليك ..
, التفت زين حوله ليجد عينيّ مصطفى اللتين تُتابعانه بغيظ .. ثم التفت نحو أدهم ليجده أكثر غيظاً وغضباً .. أعمامه الإثنان العملاقان المُخيفان .. ولولا وجود محامي الدفاع عنه المتمثّل بوالده سيفو والمحامي الآخر هارون لكان الآن جثة هامدة متعفّنة منذ زمن ..
, هتف سيف بحماس: زين جهّز نفسك النهاردة معزومين ع الغدا ..
, زين بحماس أكبر: بجدددد ؟ مطعم إيطالي المرة دي يا سيفو ..
, سيف: خلاص إيطالي ولا تزعل ..
, زين: هو مين اللي عازمنا المرة دي ؟
, ضحك سيف قائلاً: أخوك الظابط الجبان ..
, هز زين رأسه بأسف : تؤ تؤ .. كده تكسفني يا هارون ؟ مكنش العشم ..
, سيف: معليش يا حبيبي الحمد**** اتكشف على حقيقته من دلوقتي .. جبان وبيخسر رهانات فوق كده ..
, زين: أهم حاجة أنه مطعم ايطالي ..
, سيف: إيه رأيك ناخد حد معاانا ؟
, زين: زي مين ..؟
, سيف: أي حد .. هارون مش هيرضى نروح لوحدنا هو بحب الجمعة الكبيرة وصرف الفلووس كتير ..
, زين: صح خلاص نروح كلّنا وهقول لوسام ونوار برضه ..
, سبف: جيب كل صحابك بالكلية برضه ..
, زين: تصدّق فكرة ومنه بجيب الدكاترة كمان ..
, سيف بثناء: برافو عليك يا ولدي جيبهم هما والدكاترتاتات ..
, زين بدهشة: ال.. إيه ؟
, سيف بثقة: الدكاترتاتات .. يعني الدكاترة المؤنّثين ..
, هز زين رأسه: واضح واضح من غير شرح يا أبويا .. **** عليك وعلى لغتك العربية الفصيحة ..
, سيف بفخر: دي أقل حاجة عندي يا حبيبي انت لسا شوفت حاجة ؟
, هتف مصطفى بغيظ: وبعدين معاكوا مش هنتسمّم بقا ؟
, التفت زين نحوه بذهول ثم نظر نحوهم بحذر: مين اللي حاطت بالأكل سمّ اعترفوا ..؟
, سيف بسرعة: دي ليلى مفيش غيرها ..
, وضعت ليلى كأس الماء أمامها بغيظ: لا إله إلا **** ..
, سيف: محمد رسول **** .. بلاش تبقي مؤمنة دلوقتي مش هيفيدك بعد م سمّيتي العيلة ..
, زين بصدمة: كده يا مرات عمي ؟ طب أنا عملتلّك إيه طيب ؟ أنا قاعد بحالي ومبجيش جمب حد .. يرضيكي موت وأنا بعز شبابي ..؟ ياعيني عليك يا زينو وعلى زهرة شبابك ..
, سيف بحزن: معليش يابني ازرع غيرها ولا يهمّك أنا جمبك .. هجبلك سماد عضوي عليها ..
, زبن ببلاهة: هي مين ؟
, سيف: زهرة شبابك الجديدة ..
, هتف مصطفى بغضب: باااس بقاا ..
, هتفت ليلى بغضب: مش هيسكتوا أبداً .. عاوزة أعرف أنتي توحّمتي على إيه يا مروۃ لما كنتي حامل بالتحفة ده ؟
, هزت مروة رأسها بأسف: على خيار و**** .. لو أعرف أنه هيطلع على الشاكلة دي كنت كلت طماطم بدل عنه ..
, ضحكت رحمة قائلة: اللي يشوفه ميقولش جاي من ورا خيار ..
, ليلى بضحك ساخر: طب اسكتي انتي بدل م نقول جيتي من ورا إيه ؟
, رحمة بدهشة: إيه ؟
, نظرت ليلى نحو مروة التي ضحكت هاتفة: صابوونة ..
, رحمة بصدمة: إييييه !؟
, انفجرت مروة ضاحكة بتهكم: وياريت صابونة بتاعتي .. دي بتاعة ليلى ..
, زين: وأنا أقول عمال تدوب وتختفي كل يوم ليه .. بكرا يجي يوم ومنلاقيهاش ..
, رحمة: بس يا خفيف ..
, ابتسم هارون هاتفاً: طب وأنا مقولتوليش جيت من ورا إيه ؟؟
, رمشت مروة بعينيها بصدمة .. تنظر نحو سيف الذي رمقها بصمت ثم انشغل بالنظر بطبقه ..
, نقل أدهم نظراته بينهم ليهتف بعدها بهدوء: مفيش حاجة معينة .. علشان كده طلعت أهدا واعقل حد فيهم ..
, ابتسم هارون: حبيبي يا عمو ياللي ناصفني دايماً ..
, نهض سيف هاتفاً: الحمد**** ..
, ابتعد عن الطاولة سريعاً متجهاً للخارج ليهتف زين بدهشة: هو ماله ؟
, ثم التفت نحو والدته: بابا ماله يا ماما ؟
, رمقته بتوتر وارتباك ليُنجدها أدهم هاتفاً: مفيش يا زين هو كويس ..
, زين بجدية: أومال قام فجأة كده ليه ؟
, أدهم: قولتلك مفيش .. أنا وهو شادين مع بعض شوية .. دلوقتي هيهدا ..
, زين بعدم اقتناع: إزاي وكنتوا بتتكلموا قبل شوية عادي ..؟
, ابتسمت ليلى بخفوت قائلة: م أنت عارف أبوك كل شوية بعقل زيك عاوز يتدلّل ويتقل ع الكل ..
, صمت زين ينظر إليهم بعدم اقتناع ولكنه آثر الصمت وعاد لطعامه .. فيما نقل حيدر نظراته بينهم بهدوء متمعّناً في ملامحم التي تغيّرت وتوترت فجأة ..
, بعد مدة ..
, ترجل حيدر من سيارته السوداء الفاخرة .. واتجه بخطوات ثابتة مُخفياً خضراوتيه بنظارات شمسية سوداء .. داخلاً شركتهم العريقة التي ازدادت تطوراً وازدهاراً عن قبل ..
, وصل إلى مكتبه الفاخر كحال كل شيء في الشركة ليدخل بعده شاب طويل بجسد ممشوق وأجمل ما به عيناه الرمادية الساحرة بشكل لا يوصف .. زياد أحمد سعيد .. الولد المدلل والوحيد لأحمد ونور والذي يُعتبر فرداً أساسياً في عائلة عز الدين ..
, ابتسم قائلاً: صباح الخير ..
, هز رأسه بشرود: صباح النور ..
, قطب جبينه بحذر: فيه إيه يا حيدر ..؟
, نظر إليه حيدر بتفكير: اقعد هقولك ..
, جلس زياد أمامه: فيه إيه قلقتني ..؟
, حيدر بهدوء: حاسس إن في حاجة مش طبيعية بتحصل ..
, زياد: بتحصل فين في الشركة هنا ؟
, نفى حيدر برأسه: لأ في الفيلا عندنا ..
, زياد: فهّمني طيب حاسس بإيه ..؟
, حيدر: النهاردة كنا قاعدين ومبسوطين ع الفطار فجأة الجو توتر وعمو سيف قام من ع السفرة ..
, زياد بدهشة: ليه ؟
, حيدر: م هنا المشكلة .. إني مش عارف ليه وفي إيه بالظبط .. بس كانوا بيتكلموا عن مرات عمي مروة لما كانت حامل بعيالها .. ولما ذكروا هارون وسألوها توحّمت على إيه فجأة سكتوا وحصل اللي حصل ..
, زياد: إيه اللي بتقوله ده هيكون في إيه يعني مش ممكن تكون غلطان ؟
, تأفف حيدر قائلاً: مش عارف أنا بقولك اللي حاسّه ..
, زياد: متقلقش أكيد مفيش حاجة أنت بس مكبّر الموضوع شوية .. المهم بقا أنا في مكتبي لو عوزتني ..
, حيدر: تمام ..
, خرج زياد من المكتب يُغلق الباب ورائه لتقع عينيه على السكرتيرة الخاصة بحيدر .. اقترب منها بابتسامة هادئة: عاملة إيه يا آنسة منال ؟
, رفعت نظرها إليه بجمود: الحمد**** كويسة .. حضرتك عاوز حاجة ..؟
, صمت ينظر إليها بضيق ليهتف بجمود: لأ متشكر ..
, تركها خارجاً من المكتب لتتغيّر معالم الجمود عن وجهها متنهدة بحزن وحسرة .. عندما تقترب تجده يبتعد أميالاً وعندما تبتعد يُجن جنونه .. وما بين الإقتراب والإبتعاد قلبها يضيع وعقلها يتشتّت ..
, دخلت في تلك اللحظة فتاة بقوام ممشوق وجمال جذاب .. بشفتين مُغريتين وشعر بني يلوح حول كتفيها بدلال .. ابتسمت بحب: منووول عاملة إيه يابت ؟
, ابتسمت منال لتلك الفتاة التي تعرّفت عليها منذ بداية عملها كسكرتيرة لحيدر وعلمت بأنها خطيبته .. فتاة عفوية طيبة القلب ومتواضعة بدرجة كبيرة هتفت بابتسامة: كويسة الحمد**** أنتي أخبارك إيه ؟
, تنهّدت الفتاة المدعوة تسنيم هاتفة: زي م أنا ..
, منال: و**** حيدر بيه معهوش حق .. معقول حد لاقي زيك بطيبتك ورقتك وحلاوتك ويفضل على جموده وبروده .. ده غبي لا مؤاخذة يعني ..
, ضحكت تسنيم قائلة: أوعى تقوليها تاني حيدورة قلبي خط أحمر .. أنا بس اللي أقولها ..
, منال ضاحكة: مش هقولها ادام أنتي عارفاها ..
, تسنيم: عارفة ياختي بس أعمل إيه .. القلب ومايريد .. يلّا سلام ادخل بقا .. استعدي ..
, ضحكت منال هاتفة: أنتي مبتحرّميش ؟
, تسنيم بضحك: بحب أعصبه وجننه أعمل إيه ..
, منال: أوك هستعد لزعيقه وشخطه بيكي وبهدلتك ولا كأنك خطيبته ..
, عبست تسنيم: بتفكّريني ليه أنا بحاول أنسى ..
, منال: تنسي إيه يابت وأنتي كل يوم جاية هنا تتبهدلي وتفضلي طالعة .. ده لو حمار كان فهم إن ميرجعش هنا تاني أصل الحمار ميوقعش في الحفرة مرتين ..
, تسنيم بمرح: أنتي قولتي الحماار بس أنا مش حمارة .. أنا بقرة بعيد عنك ..
, منال بضحك: ماشي ادخلي لحبيب القلب ياختي هشوف آخرها معاكي ..
, ابتسمت تسنيم بلهفة واتجهت نحو باب مكتب حيدر فتحته ودخلت دون استئذان هاتفة: صباح الفل والياسمين والورد على أحلى حيدر في الدنيا حبيبي وخطيبي وأبو ولادي المستقبليّين إن شاء **** ..
, رفع نظره نحوها هاتفاً بغضب: أنتي بتعملي إييه هنا أنا مقولتلكيش متجيليش هنا تاني ..؟
, ابتسمت مُقتربة منه لتطبع قبلة على وجنته ومدّت إصبعها تدلك العبوس بين حاجبيه: بلاش تكشيرتك دي بتدايقني .. وجيت هنا علشان شوفك مش أنت خطيبي ؟
, زفر بضيق: خطيبك برا الشركة مش هنا ..
, تسنيم: لما أبقى شوفك برا الشركة وقتها معدش أجي هنا ..
, حيدر بضيق: قصدك إيه .. أنا بكون مشغول كل الوقت ومش فاضي للخروجات والجنان والتفاهات اللي انتي عاوزاها ..
, تنهدت بغير اكتراث فقد تعودت على كلامه الجامد المزعج لتهتف: يبقى أما تبقى فاضي على تفاهاتي دي وقتها معدش هتشوفتي هنا ومش هزعجك .. أما دلوقتي هتستحملني غصب عنك ..
, تأفف بغيظ: عايزة إييه يا تسنيم أنا مش فايق ..؟
, تسنيم بدلال: معليش فوق مش أنا خطيبتك وحبيبتك اللي متقدرش تعيش من غيرها ..؟
, نظر إليها وهي تبتسم بشفتيها المغريتين له كثيراً ولكنه حافظ على جموده العابس هاتفاً: مين قالك مقدرش أعيش من غيرك ؟
, تسنيم بدهشة: إيه تقدر ؟
, حيدر ببرود: الحياة متوقفش عند حد .. ومحدش بيموت من غير حد .. الواحد بموت من غير أكل أو شرب أو أوكسجين مش هيموت ببعد حد عنه ..
, همست بهدوء: يعني أنت مش هتموت في بعدي ..؟
, حيدر: لأ ..
, تسنيم: بس أنا بموت ببعدك .. أنت بالنسبالي الأكل والشرب والأكسجين وكل حاجة ..
, حيدر: خلّصتي رومانسيتك دي ؟
, تسنيم بابتسامة: خلصت .. قولّي رومانسيتك أنت بقا ..
, حيدر: عايزاني أقولك ؟
, هتفت بلهفة: أيوه ..
, هتف حيدر مشيراً نحو الباب: أوك ٤ نقطة عينيكي الحلوين دول شايفين الباب اللي هناك ده ؟؟
, هتفت بعبوس: شايفين ..
, حيدر: تخرجي منه وإياكي شوف وشك هنا تاني واضح يا حلوة ؟
, ابتسمت هامسة: بجد شايفني حلوة ؟
, زفر هاتفاً بحزم: تسنيييييم ..
, ابتعدت عنه هاتفة: خلاص خلاص حاضر ..
, أشار نحو الباب بجمود لتهمس: بحبك ..
, صمت ناظراً إليها بجمود لتقول برجاء: طب قولي بحبك طيب ..
, هتف بجمود: تسنييم ..
, تسنيم بإلحاح: قولي بحبك وهمشي ..
, تنهد مُشيحاً بوجهه وهمس: بحبك ..
, اتسعت ابتسامتها بحب هامسة: وأنا بمووووت بيك .. شكرراً ..
, تحمحم معدلاً ملابسه بهدوء: إحم العفو .. الشكر لله ..
, ضحكت بخفة ناظرة إليه لتقترب بسرعة تقبل وجنته: أنا همشي ..
, هز رأسه بصمت لتهمس: هتوحشني ..
, عاد ليهز رأسه لتهمس: حيدر ..!؟
, حيدر لهمس: امشي يا تسنيم ..
, تسنيم بهيام: قلب تسنيم وروحها .. أنا همشي وهتوحشني أوي أوي أوي ..
, ابتعدت عنه ناظرة إليه بحب لتتجه نحو الباب والتفتت مُرسلة له قبلة في الهواء وتخرج مُغلقة الباب خلفها .. لتظهر ابتسامته الحانية حال خروجها متنهّداً بهيام يفوق هيامها .. عاد بظهره للخلف يتكئ برأسه على الكرسي وهو سابح في عالمها .. هو بارد جامد مُغيظ وغبي يعلم ذلك .. ولكن ليس بيده فجأة يتحوّل للجمود الشديد في حضورها .. ولكنه يحمل لها في قلبه حباً فاق الوصف وعشقاً لا حدود له ..
, في الفيلا ..
, اقترب أدهم من أحد المقاعد في الحديقة الذي كان سيف يجلس فوقه ينظر أمامه بشرود خائف ..
, هتف أدهم بضيق: قولتلك إن ده هيحصل أنت اللي مسمعتش كلامي وفضلت على عنادك .. مبسوط دلوقتي ؟
, التفت سيف نحوه بألم: مقدرتش أقوله حاجة .. كنت بشوفه قودام عينيا بيلعب ويهزر وفرحان .. خوفت لو قولتله يتغيّر وأخسره ..
, أدهم: رغم ده كان لازم يعرف الحقيقة .. مكنش ينفع نخبي عنه حتى لو كان هيزعل بس كان هيتعود ..
, سيف بخوف: لأ مكنش هيتعود .. هارون مش كده .. هارون لو عرف كان هيفضل لحد دلوقتي حاسس نفسه غريب وهيحاول يبعد عننا .. أنا عارفه أكتر من نفسي هو مش بس أبني هو رووحي يا أدهم ومقدرش أعيش من غيره ومش هستحمل بعده عني أبداً ..
, تنهد أدهم بحزن هامساً: خلاص يبقى تنسى كل ده .. مش لازم كل م تذكر الموضوع تدايق نفسك .. خلاص زي م انت اعتبرته ابنك وحبيناه كلنا يبقى لازم ننسى الماضي ونآمن أنه ابننا بجد ..
, همس سيف بخفوت: خايف .. خايف يعرف الحقيقة ويبعد عني ..
, هتف أدهم بغضب: مين ده اللي يبعد عشان كنت قتلته فيها .. متقلقش هارون هيفضل هنا معانا إن عرف الحقيقة أو لأ .. مكانه هنا غير كده هقتله ..
, سيف بغضب: هو إيه تقتلته ده م تراعي كلامك يا أخي ..
, أدهم بغيظ: تصدق الحق عليا اني بعبرك .. غبي زي ابنك ..
, استمعوا لضحكات قادمة من خلفهم ليلتفت أدهم مشاهداً هارون يقترب منهم ببدلته العسكرية السوداء التي تُضفي عليه هيبة ورجولة طاغية تُرهب الجميع ..
, هتف هارون بعبوس بعدما هدأت ضحكاته: مش عيب عليك أنت وهو تتخانقوا زي العيال .. أنت يا أدهم يا كبير مصغّر عقلك كده ليه ؟
, توسّعت عيني سيف يجذبه من ملابسه: قصدك إيه يا حيوان إن أنا عقلي صغير ..؟
, رمش هارون بعينيه ناظراً نحوه بإدراك: تصدق لو حسبناها هتطلع كده .. معليش يا سيفو العتب ع السن عجّزت بعيد عنك ..
, دفعه سيف بغضب: تفوه على دي تربية .. شكلك كده يا أدهم معرفتش تربي ..
, هارون بدهشة: ليه مين أبويا هو ولّا أنت ؟
, سيف: أنا .. بس هو المُربي هنا ..
, أدهم بغيظ: أه طبعاً أنت تجيب عيال وترميهم عليا .. بس فعلاً و**** معرفتش أربي والمثال الأكبر أهو أنت قودامي عمرك بنص الأربعين ومش متربي ..
, ابتسم سيف بغرور مُعدلاً خصلات شعره السوداء: أنت غيران مني زي الكل هنا صح ؟
, أدهم باستنكار: هغير منك ليه ياعينيا ؟
, سيف: علشان أنت بقيت عجوز وشعرك شاب أما أنا لسا شباب .. بص حتى مفيش ولا شعرة بيضا عندي ..
, هتف هارون مُمسكاً بشعره بيضاء من سيف: دي يا سيفو بيضا ..
, ضرب سيف يده بغيظ: بس يا حيوان .. هما كام شعرة بس بتديني هيبة ووقار غير كده مفيش ..
, أدهم بغرور: أنت قولتها .. هيبة ووقار يعني أنا كلّي هيبة وأنت لا ..
, هز سيف أكتافه هاتفاً: المهم شعري مشابش زيكوا يا عجايز ..
, أدهم بغيظ: مش عارف مشابش ليه بس علشان تفضل تغيظنا بيها لآخر عمرك ..
, ضحك هارون قائلاً: أنت متأكد إنك مش بتصبغه يا سيفو ؟
, سيف: هصبغ ليه إن كان دي طبيعته ..؟ أنا وبكل فخر لا أشيب ..
, هارون: حلوو أووي يبقى لازم أورث الصفة دي عنك ..
, سيف: لا يابني دي تيجي بالسلالة لشخص واحد بس .. واختارتني أنا ..
, هتف هارون: أوك تتهنى بيها .. ممكن بقا تقولولي صوتكوا كان جايب آخر الشارع ليه ؟
, سيف: ده أدهم ..
, هارون: ماله .. عملتلّه إيه يا أدهم ؟
, أدهم بغضب: ولد احترم نفسك ..
, هارون باصطناع الخوف: خلاص خلاص آسف ٣ نقطة عملتله إيه يا دودوو ..؟
, ضحك سيف بسخرية وضربه بكتفه بثناء: حلوة دي يا هرهر ..
, تأفّف أدهم بضيق ونظر لهارون هاتفاً بجدية: أنت هتيجي الشركة إيمتى يا هارون بقالك واعدني من زمان ..
, هارون بهدوء: أنت عارف ياعمي مليش في شغلكوا ده .. أنا بحب شغلي أووي ومش عايز أسيبه ..
, أدهم: أنا مش بقولك تسيبه رغم إننا كلنا عايزين ده لأننا بنخاف عليك .. بس ع القليلة تعال كل شهر مرة واحدة بس اتطمن ع الشغل وشوف لو هتقدر تساعدهم .. متنساش إن الشركة مش لولاد عمامك وأخواتك وبس أنت ليك نصيب بيها برضه ..
, ابتسم هارون بهدوء: نصيبي محفوظ مش لازم أتطمن عليه ومحدش منا عايزه لأننا عيلة واحدة .. ورغم ده خلاص أوعدك بأقرب فرصه هعدي ع الشركة كام ساعة ..
, أدهم: تمام كده **** يباركلك ويحميك يارب ..
, هارون: عايزين حاجة دلوقتي أنا ماشي ويمكن أتأخر النهاردة ..
, أدهم: مع السلامة يا حبيبي خلي بالك من نفسك ..
, هتف سيف بغضب: لو مش غدا هيكون عشا المهم هتنفذ الشرط يعني تنفّذه ..
, ضحك هارون هاتفاً: حااضر ياسيفو عينيا .. سلام ..
, اتجه نحو سيارته السوداء اللامعة يستقلها خارجاً من البوابة وهو يضع نظاراته الشمسية الغامقة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, عدّل مصطفى ربطة عنقه ببدلته الرمادية الغامقة .. واتجه ينزل درجات السلم ليجد ابنته ورود تُسرع إليه ..
, هتف باستغراب: عاوزة حاجة يا حبيبتي؟
, همست بحزن: هتروح المستشفى النهاردة ؟
, تنهد قائلاً: أيوه هروح شوية ..
, ورود: عايزة أجي معاك ..
, اقترب أخيها ربيع يقف بجانبهم: وأنا برضه يا بابا هاجي معاكوا ..
, مصطفى: أنت معندكش كلية ؟
, ربيع: عندي بس متأخّر شوية هلحق روح المشفى الأول ..
, مصطفى: تمام يلا يا ورود ادخلي جهزي نفسك هستناكي نروح مع بعض ..
, ابتسمت بهدوء تصعد درجات السلم نحو غرفتها .. ليلتفت ربيع نحو والده .. يلمح ملامح الحزن التي تملأ وجهه منذ أكثر من سنتين .. حتى ضحكته باتت باهتة مُمتلئة بالحزن وكأنه لا يقوَ على الضحك من دونها ..
, اقترب منه يحتضنه بحزن: هترجعلنا يا بابا و**** ..
, أغمض مصطفى عينيه بألم ومد يديه يحتضنه باحتياج: يارب ..
, ربت على كتفه قائلاً بابتسامة: هترجع وتشوفك أحسن دكتور في الدنيا ..
, دخل أدهم من الباب ليجدهم أمامه .. اقترب متسائلاً: هتروح الشركة دلوقتي ؟
, مصطفى بهدوء: هعدي ع المشفى الأول ..
, زفر أدهم قائلاً: برضه هتفضل كل يوم ع الحالة دي ؟
, مصطفى بجمود: عايزني أعمل إيه يعني ؟
, التفت أدهم نحو ربيع هاتفاً: ربيع سيبنا لوحدنا شوية ..
, ابتعد ربيع عنهم لينظر أدهم لمصطفى قائلاً: مش شايف حالة ولادك إزاي ؟ دول علطول شايفينك زعلان ومتدايق وده مأثر عليهم أووي ..
, مصطفى: أعمل إيه يعني ؟ بطل روحلها ؟
, أدهم بهدوء: لأ .. بس مش لازم كل يوم .. مش لازم تحسّسهم إنك منهار للدرجة دي ..
, مصطفى: أنا وعدتها إني روحلها كل يوم ومش هخلف وعدي .. بعدين الدكتور قال ده هيفيدها ..
, زفر أدهم قائلاً: ده كان زمان يا مصطفى أول م عملت الحادثة كان هيفيدها وجودنا حوليها وتفوق بس مش بعد أكتر من سنتين ..
, مصطفى بغضب: إيه اللي بتقوله ده يا أدهم ..؟ يعني عايزني أسيبها كده ولا أسأل بيها ؟ دي مراااتي يا أدهم مراتي وأم عيالي ولو فضلت نايمة عشر سنين قودام أنا هفضل روحلها كل يوم ومش هزهق ولا ايأس ..
, تركه متجهاً للخارج بغضب ليزفر أدهم ماسحاً وجهه بعنف وحزن .. وجد ورود تنزل درجات السلم لتبتسم عندما رأته: بابا فين يا عمو ؟
, ابتسم أدهم عندما رآها .. تلك الفتاة الصغيرة البريئة يشعر بأنها قطعة منه حالها كحال بقية أولاد أخوته .. ولكن طيبتها وهدوئها يجعله يُحبها أكثر ويخاف عليها خاصة وذلك الحزن العميق في عينيها المشابه لحزن مصطفى ..
, ابتسم مقترباً منها وقبل جبينها قائلاً: برا بيستناكي هو وأخوكي .. خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ..
, هزت رأسها بابتسامة وقبلته بخده قائلة: حاضر يا عمو يلا سلام ..
, أدهم: مع السلامة ..
, زفر بضيق متابعاً خروجها ثم اتجه نحو مكتبه .. فتح الباب لتتغير ملامحه للغيظ عندما وجد زين يجلس فوق كرسيه الجلدي ويمد قدميه فوق طاولة المكتب وهو يهز الكرسي يمنة ويسرة ..
, وأمامه يجلس عمار فوق أحد المقاعد يغمض عينيه باسترخاء ..
, هتف بغضب: أنت يا حيوان منك ليه أنا قولتلكوا تستنوني بالمكتب مش أتزفت ألاقيكوا بالمنظر ده ..
, نظر إليه زين بملل هاتفاً بسخرية: أومال هتلاقينا إزااي إيدينا لفوق ووشنا للحيطة وعلى رجل واحدة زي عقوبات هارون السخيفة !؟
, ضحك عمار هاتفاً: حلوة سخيفة دي كان نفسي يكون هنا ويسمعك ..
, زين بضحك: م أنا قولتها لأنه مش هنا ..
, أغلق أدهم باب المكتب بغضب ليُخرج صوت قوي أفزعهم .. نهض زين من مكانه بتوتر واتجه نحوه يُرتب له بدلته السوداء وينفض غباراً وهمياً عن كتفه .. فيما قرّب عمار الكرسي الخاص بأدهم ليدفعه زين يُجلسه فوقه ويدفعونه حتى أعادوه مكانه وهو ينظر نحوهم بغضب ..
, وقف عمار باحترام أمامه: كله تمام يا باشا ..
, زين: عاوز تشرب إيه ؟ عندنا عصير شاي قهوة شوكولا خمرة٣ نقطة
, عمار بصراخ: بس يا حيوان خمرة إيه سوّد **** وجهك يا هذا ..
, زين: بجد أسود ؟ طب شوف تاني كده ؟
, هتف أدهم بغضب : أعمل فيكوا إيه دلوقتي ؟
, التفت عمار نحوه هاتفاً: بتجمعني معاه ليه يا بابا شوفتني نمت برا البيت زيه ؟ ده أنا مبارح اتخمدت من الساعة 7 هو اللي بات برا لوحده ..
, زين ببرود: وأبات برا يعني فيها إيه قامت القيامة مثلاً ؟
, أدهم بغضب: لأ مقامتش .. بس أنا هخلّيها تقوم فوق دماغك دلوقتي ..
, تأفّف زين بتذمر: طب فهمني طيب فيها إيه لو نمت جمب عربيتي علشان مسيبهاش لوحدها ..؟ يعني أعمل خير ألاقي شرّ يعني ؟
, أدهم: بجد يا حبيبي .. لا إذا كان كده أنا آسف أهم حاجة العربية المصونة متحسّش بالوحدة والوحشة ..
, زين بابتسامة: شوفت أنك ظالمني دايماً ..؟
, أدهم: حقك عليا معليش العمر ليه حقه برضه ..
, لوّح زين بيده هاتفاً: لا ولا يهمك مفيش مشكلة بس متتكرّرش تاني ..
, أدهم بابتسامة: حاضر تحت أمرك يا زين باشا مش هتتكرّر ومرة تانية حقك عليا ..
, زين بجدية: أنا اللي بدايقني منك يا أدهم أنك بتظلمني علطول من غير م تفهم الأول .. علطول مهزقني ومبوّظ سمعتي قودام العيلة كلها .. وبالآخر تطلع أنت الغلطان ..
, هز أدهم رأسه هاتفاً: و**** معاك حق ياحبيبي معلش آسف بجد .. ولو عايز أنا دلوقتي هطلع قودام الكل ونضّفلك سمعتك دي ولو كان بمسحوق كرامتي ..
, زين ملوحاً بخفة: لأ عادي مسحوق برسيل كفاية أوي ..
, نهض أدهم بابتسامة هادئة متّجهاً نحوه: حاضر .. هو كام زين عندي أنا ..؟
, تراجع عمار بتوتر يبتعد عنهم فهو يعلم تلك الإبتسامة الهادئة التي تسبق العاصفة ..
, هتف أدهم وهو يُربت فوق كتف زين بقوة: إيه رأيك نجرّب معاك طريقة تانية ؟
, زين بحذر: طريقة إيه ؟
, أدهم بتفكير: مثلاً نجرب نسلّمك لهارون لما يكون متعصب ونخلّي حيدر يساعده ..؟ أقولك إيه رأيك في حمزة ؟
, ابتسم زين هاتفاً بشماتة: حمزة مسااافر ..
, أدهم بابتسامة: صح فاتتني إزاي دي ؟
, زين بغرور: طول عمرك يفوتك حاجات كتير أوي وأنا اللي بفكرك بيها .. أنت من غيري متسواش حاجة ..
, عمار بذعر: نهار أبوك أسود يا كلب اخرس بقا يا غبي أنت بتهبب إيه ..
, دخل سيف المكتب في تلك اللحظة ليجد أدهم يُمسك بملابس زين بقوۃ وغضب صرخ زين عندما رآه: سيفووو الحقني أخوك المجرم هيقتلني ..
, أدهم بغضب: أنت لسا شوفت حاجة ؟ ده أنا هخليك تشوف الإجرام الحقيقي دلوقتي يا واطي ..
, اقترب سيف بسرعة يجذب زين من بين براثن أدهم هاتفاً: أبعد عنه يا جدع أنت هتقتلهولي روح اقتل ابنك ..
, عمار بصدمة: بتبعني بالسهولة دي يا عمو ؟ وأنا اللي علطول بساعد ابنك الغبي ده ووقف معاه ودافع عنه ..؟ معقول هتتخلى عني في أصعب لحظات حياتي ؟
, هتف سيف بشفقة: خلاص يالا صعبت عليا .. ابعد عنهم هما التنين يا أدهم ملكش دعوة بيهم ..
, أدهم بغضب: انت متدخلش خالص دول عايزين تربية من الأول ..
, سيف بغضب: كنت ربيهم زمان يا خويا مش دلوقتي وكل واحد فيهم بقا شحط طول بعرض زي البغل ..
, زين: **** يعزك يا سيفو ..
, صرخ أدهم بغضب: زييين هات مفاتيح عربيتك حالاً .. هي وعربية السباق بتاعتك ..
, هتف سيف بغضب وذهول: أنت يا أدهم مش هتبطل العادة دي أبداً ؟ عايز إيه بعربيته ؟
, زين بصدمة: لا أرجووك اعمل أي حاجة إلا العربية عندي تدريييب النهاردة تدرييييب يا ناااس ..
, أدهم: ومين هيسمحلك تروح التدريب ؟ أنت هتتزرع هناا زي الكلب ومفيش خروج خالص ..
, هتف زين بنحيب: سيفووو قوول حاجة عندي تدريب يا جدع .. السباق الأسبوع الجاي لازم كون مستعدّ كويس .. يرضيك يعني أخسر ويقولوا زينو أبن أبو زينو أبن سيفو عز الدين يخسر وتبقى سمعتي وسمعتك بالأرض ؟ يرضيك تتشوّه صورتك اللّامعة قودام الجماهير الغفيرۃ ؟
, هتف سيف بصدمة: لأاا مرضاش أبداً .. خلاص أنت هتروح التدريب متقلقش ..
, هتف أدهم: سيييف قولتلك متخدلش .. مفيش تدريب يعني مفيييييش ..
, فُتح باب المكتب ليقف أمامه رجل طويل يغزو شعره البياض بخصلات سوداء قليلة .. اتكأ على حافة الباب هاتفاً بملل: اروح ألاقيكوا بتتخانقوا .. ارجع برضه بتتخانقوا .. أنتوا هتكبروا وتعقلوا إيمتى ؟
, التفت سيف نحوه: قول لصاحبك الكلام ده مش ليا .. كبير وأهبل ..
, توسّعت عيني أدهم بغضب: بتقول إيه سمعني تاني كده .. أنت يعني مُصرّ دايماً تخليني أندم على تربيتي ولّا إيه ؟
, سيف ببرود: طب م أنت قولتها تربيتك .. يعني دي غلطتك أنت أنا مليش دعوة ..
, هتف أحمد وهو مازال يقف علی الباب: وسام برا يا زين جه علشان تروحوا الكلية سوا ..
, شهق زين بصدمة هاتفاً: نهار اسود .. عندي محاضرة كمان شوية هفوتها .. كله بسبب أخوك يا سيفووو ابقا اتصرّف معاه عاوز أرجع ألاقيه رجع لطبيعته سلااام .. تعال يا عمااار الكلب الحقني بسرعة ..
, .
, جحظت عيني سيف يتابعه بصدمة ولطم وجهه هاتفاً: الجزمة ابن الجزمة رايح الكلية ؟؟!! مش ابني ده .. مش ابني خااالص .. و**** يا أدهم معرفتش تربي أنا الحق عليا سيبت تربيتهم عليك ..
, دخلت امرأة في الأربعن من عمرها .. ولكنها تبدو وكأنها أصغر بكثير .. وجهها متورّد وعينيها دافئة .. ومازالت ملامحها بريئة وناعمة ..
, اقتربت نحوهم بابتسامة : أبيه دووومي وحشتني أووي و**** يا أبو حيدر ..
, ابتسم أدهم بفرح واقترب يعانقها: وأنتي يا حبيبتي وحشتيني جداً .. مجيتيش بقالك يومين ليه ؟
, نور بابتسامة: معليش حقك عليا كنت مكسلة .. وعيالك المجانين دول جوا عندنا ودمروا الشقة كلها فضلت يومين بنضف وبرتّب من وراهم ..
, سيف: هو أنا شفااف يعني ولّا إيه ؟ مفيش بالدنيا غير أدهم ؟
, نور بإغاظة: هش هش سامعة صوت دبانة حوليا .. انتوا مبتنضفوش الفيلا كويس ولا إيه ..؟
, ضحك أدهم هاتفاً: دي أكييد من برا بس شكلها كده عملاقة علشان صوتها عالي كده ..
, صرخ سيف بغضب: أنتوا فاكرين نفسكوا ظريفين أووي .. ده إيه تقل الدم والتفاهة دي ..؟
, سمعوا صراخ قادم من الخارج ليركض أدهم سريعاً وهو يستمع لصوت ليلى .. اقترب هاتفاً بقلق: في إيه ..؟
, كانت مبتسمة بسعادة وهي تُمسك الهاتف فوق أذنها لتهتف بحماس: ده زووومااا يا أدهم بقولي هيرجع كمان يومين ..
, ابتسم بسعادة وجذب الهاتف من يدها قائلاً: أنت يالا لما ترجع هعلقك بقا دي السفرۃ اللي مش هتاخد أكتر من أسبوع ..
, ابتسم حمزة قائلاً: دوومي وحشتني أوي ..
, أدهم: متوهش الكلام وتاكل بعقلي حلاوة يا كداب ..
, تنهد حمزة بابتسامة: بجد وحشتي جدداً .. معليش أنت عارف شغلنا كويس كان اسبوع وخلاص بس حصل حاجة طارئة واضطريت ابقى وقت أكبر .. بعدين أنا دلوقتي مش في لندن ..
, أدهم بدهشة: أومال فين ؟
, حمزة: في باريس .. بيطلبوني بقالهم زمان لحالات مستعجلة ومقدرتش أرفض ..
, تنهد أدهم هاتفاً: **** معاك يا حبيبي ويجزيك الخير يارب ..
, هتفت ليلى بصوت عالي: حمزة هترجع إيمتى بالظبط علشان اقلب الفيلا كلها لاستقبالك ..؟
, ابتسم حمزة هاتفاً: قولها يومين وهكون قودامها .. هبقى ردلها خبر قبل وقت ولو حصل حاجة منعتني هقولها بس إن شاء **** المرة دي مفيش تأخير ..
, أدهم: تمام ياحبيبي مستنيين .. أصل في كلاب هنا بتهوهو وعايزة مين يرميلها عضمة ..
, تعالت ضحكات حمزة هاتفاً: معايا شنطة كلها عضام حااضر من عينيا ..
, أدهم: خلي بالك من نفسك متتأخرش ..
, حمزة: حاضر يا حبييي سلام ..سلملي ع الجماعة عندك ..
, أغلق أدهم الهاتف قائلاً: هييجي كمان يومين ولو حصل حاجة هيخبرنا قبل بوقت ..
, هتفت ليلى بحماس: ياحبيبي وحشني جدداً .. يبقى هتفضلي معانا يا نور عشان نجهز كل حاجة بحبها حمزة ..
, نور: من عينيا كام زوما عندي أنا ..
, تنهّدت ليلى مبتسمة بشوق كبير لأخيها الصغير وابنها الذي تعشقه وكانت له أماً ثانية خاصة بعد وفاة والدتهم .. غامت عينيها بحزن عند تذكرها تلك الفترة منذ سنين .. فقد دخل حمزة بدوامة حزن كبيرة وبدأ ينفرد وحيداً منعزلاً عن الجميع .. كان متعلّقاً بها وبرحيلها أحدثت شرخاً عميقاً في حياته حاولت جاهدة هي وأدهم على ترميمه ولكن آثاره مازالت واضحة .. بدأ يدفن نفسه بالعمل ويُنهك نفسه وجسده فقط لينسى .. حاول الجميع معه ليُخرجه من وحدته وبعد جهد جهيد نجحوا في ذلك وعاد لطبيعته .. إلا أن حزنه العميق مازالت تلمحه في عينيه وهي تعمل جاهدة لتعويضه والوقوف بجانبه دائماً ..
الأول
الشخصيات
,
, أدهم عز الدين & ليلى محمود الحديدي
, أولادهم: حيدر ، عمار ..
, سيف عز الدين & مروة
, أولادهم: هارون ، رحمة ، زين ..
, مصطفى عز الدين & عبير جابر بن حيان😂
, أولادهم: ورود ، ربيع ..
, أحمد سعيد& نور عز الدين
, أبنهم: زياد ..
, كرم الحديدي & إسراء
, أولادهم: وسام ، نوار ..
, الشخصيات الرئيسية ..🌸
, هارون سيف عز الدين: شاب في25 من عمره .. طويل القامة عريض المنكبين ذو جسد رياضي وعضلات بارزة نتيجة لطبيعة عمله فهو ضابط برتبة رائد في الداخلة قسم مكافحة المخدرات .. وسيم بشكل كبير بعينين سوداوتين واسعتين ورموش كثيفة .. شعر أسود لامع غزير مع بشرة حنطيّة وذقن خفيفة مُهندمة .. قوي الشخصية صارم وجاد في عمله وطيب القلب ومرح خاصة مع عائلته وأخوته ..
,
, حيدر أدهم عز الدين: شاب في الخامسة والعشرين من عمره يصغر هارون بعدة أشهر .. درس إدارة أعمال ويعمل الآن في شركة عز الدين التي كبرت وازدهرت وأصبح لها فروع عدة .. طويل القامة بجسد مُتناسق ومعضل .. ذو عيون خضراء غامقة وشعر أسود كثيف وملامح جميلة هادئة ووسيمة .. اجتماعي كثيراً وأحياناً بارد .. طيب القلب وذو كبرياء حاد متفوّق في عمله ويتمتّع بذكاء كبير جعله يترأس إدارة الشركة بوقت قياسي ..
,
, زين سيف عز الدين: في 21 من عمره في سنته الأخيرة من كلية التجارة .. ومن شابه أباه فما ظلم .. شاب مرح ومتفائل مجنون ومتهور تلحقه المشاكل أينما ذهب أو هو من يلحق بها .. ويعشق سباق السيارات منذ صغره .. ذو عيون زرقاء كعيني أبيه وجسده رياضي لممارسته الرياضة دائماً شعره بني غامق مائل للسواد .. نسخة مصغّرة من والده إلّا أنه الأول على دفعته دائماً ومجتهد في دراسته وذكي ويتحمل المسؤولية إن لزم الأمر .. يعشق أخوه هارون ومتعلّق به ..
,
, عمار أدهم عز الذين: الإبن الأصغر لأدهم وصديق زين .. شاب مرح وهادئ بعض الشيء إلّا أنه مع زين ينقلب رأساً على عقب .. جميل بعينين زرقاوتين جميلتين وشعر بني مائل للسواد .. يكبر زين بعدة أشهر ويدرس معه في نفس الكلية .. مُلازم لزين كظله في كل شيء يعشق عائلته كثيراً ليس فقط أهله بل أعمامه وأصدقائهم فهم كعائلة واحدة .. يُحب أخيه حيدر كثيراً ولكن علاقتهم باردة وجافية ..
,
, ربيع مصطفى عز الدين: في الثاني والعشرين من عمره .. في سنته الخامسة من كلية الطب .. مجتهد وذكي .. هادئ وطيب القلب .. حنون كثيراً خاصة على أخته الصغيرة التي يعشقها .. صديق زين وعمار المقرّب والناصح لهم وهو الحكيم فيهم .. ورغم ذلك يُشاركهم أحياناً في بعض مغامراتهم .. عيناه زرقاوتين وذو شعر أسود غامق .. جسده رياضي وطويل القامة .. وسيم واجتماعي ومقرّب من والده كثيراً ..
,
, زياد أحمد سعيد: شاب في الرابعة والعشرين من عمره صديق حيدر المقرب درس مثله إدارة أعمال ويعمل معه في إدارة شركات عز الدين .. شاب قوي البنية وجاد جداً في عمله وحيد والديه ويعشق عائلة أمه ويعتبرهم أهله وأخوته .. ذو جسد معضّل طويل وشعر أسود غامق وعيون رمادية ساحرة وجميلة ورثها عن والده ..
,
, حمزة أمجد عامر: في الرابعة والثلاثين من عمره .. ذو قامة طويلة وجسد مُتناسق بعضلات خفيفة .. شعر أسود وعينين ملونة .. درس الطب وتخصّص في جراحة القلب .. جاد وحازم في عمله ولا يرضى بالغلط .. وأصبح بوقت قصير مشهور في عالم الطب والعروض تتهافت عليه للعمل في عدة مستشفيات .. عصبي قليلاً وصارم في تعامله وبنفس الوقت حنون عند اللّزوم يعيش مع أخته ليلى في الفيلا التي تعيش بها باقي العائلة ..
,
, وسام كرم الحديدي: في21 من عمره شاب مجنون مرح حياته عبارة عن مغامرات ومشاكل يقضيها مع صديقيه المقرّبين زين وعمار .. وعند الجد فهو مثله يتحمّل المسؤولية ويعتمد عليه في أصعب الأمور .. ذو شعر بني بخصلات شقراء وعيون ملونة كعيني والدته .. يدرس في كلية التجارة في سنته الأخيرة ..
,
, ريماس فهد الزيات: فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها .. جميلة بشكل لا يوصف وناعمة كثيراً بشعر بني طويل مع خصلات سوداء .. وعينين مزيج من الأزرق والأخضر .. ملامحها ناعمة وفاتنة برموش طويلة وشفتين كرزيتين .. هي ابنة رجل الأعمال فهد الزيات تبدو مغرورة ولكنها طيبة القلب ومتواضعة جداً درست في كلية الحقوق وتسعى لفتح مكتب محاماة خاص بها ..
,
, رحمة سيف عز الدين: فتاة جميلة في ال23 من عمرها .. فتاة قوية وعنيدة تريد أن تسري كلمتها على الجميع ، مغرورة بجمالها وغناها واسم عائلتها .. تُخفي خجلها وضعفها خلف قناع التكبّر .. طويلة جسدها ممشوق وجذاب ذات شعر أسود طويل وعينين بنيتين غامقتين مائلتين للأسود .. تخرّجت من كلية إدارة أعمال وتعمل في شركة عز الدين مع ابن عمها وابن عمّتها ..
,
, ورود مصطفى عز الدين: فتاة جميلة وهادئة كثيراً في ال21 من عمرها .. تدرس في كلية الفنون وموهوبة في الرسم منذ صغرها .. قصيرة القامة ذات شعر أسود طويل وعينين زرقاوتين ساحرتين .. بريئة وطيبة القلب وأغلب الوقت هادئة وتميل للعزلة أحياناً .. تعشق قراءة الكتب والروايات والقصائد ولديها مكتبة خاصة بها مليئة بالكتب المنوّعة مع دفتر مذكّراتها الصغير ..
,
, تسنيم مراد الرشدي: في الرابعة والعشرين من عمرها .. فتاة طيبة القلب كثيراً ومرحة متوسطة القامة ملامحها جميلة بشعر بني غامق وعيون بنية مُخضرّة .. شفتين منتفختين بشكل جذاب وتقاسيم وجه ناعمة .. متفائلة دوماً ورومانسية .. تخرجت من كلية الآداب وتعمل مُدرّسة للغة الإنجليزية في إحدى المدارس القريبة منها .. وهي خطيبة حيدر تحبه وتعشقه بشكل كبير ..
,
, نوار كرم الحديدي: في21 من عمرها .. صديقة ورود المقربة وتدرس معها في نفس الكلية .. ملامحها فاتنة ورثت عن والديها أجمل ما بهم شعر أشقر ناعم متوسط الطول وعينان بنيتان ساحرتان .. ملامحها ناعمة بشكل كبير وجذابة .. مرحة وعفوية تحب عائلة عز الدين كثيراً وتعتبرهم أهلها لا تُتقن الرسم ولكنها دخلت هذه الكلية لأنها لن تُفلح في غيرها ..
,
, الفصل الأول
,
, - سأكون جميلتك في الخمسين ، وستكون بطلي الوسيم في الستين .. لن يشيب الحب بيننا وإن غطى علينا البياض ..❤
, ٣٩ شَرْطَة سُفْلِيَّة
, شجرة كبيرة .. شامخة وعالية .. مُزهرة تحكي حكايات سنين طويلة عاشوها بين حزن وفرح ، حب ووئام ..
, تلك الشجرة كانت شاهدة على وحدتهم ، تماسكهم ، وحبهم وربما علّمت الأشجار حولها معنى الدفء والعائلة ..
, الشجرة التي زرعها شاب بيدين يائستين وعيون ذابلة دامعة .. وها هو الآن يقف أمامها بعد سنين طويلة وقد خطّ البياض شعر رأسه الأسود .. يتأمّلها بعيون لامعة وابتسامة شاردة فوق شفتيه ..
, ربّت على جذعها الضخم بحب وهو يتذكّر سنين طويلة من اعتنائه بها وحبه لها هو وزوجته .. حتى كبرت وأصبحت ظلالها الوارفة تُظلّلهم وتجلس معهم في تلك البقعة المُحببة على قلوبهم من الحديقة .. حتى باتت مكان رئيسي لاجتماع الجميع بعدما قاموا بتظيفها وترتيبها وتوسيعها لتُصبح جلسة هادئة على الأرض العشبية بين الزهور والظلال ..
, همس صوت أنثوي هادئ من خلفه: بابا الفطار جاهز ..
, التفت نحوها لتزداد عينيه لمعاناً .. وهو يتأمّلها .. كم تشبه زوجته في شبابها في رقة ملامحها وجمالها رغم عينيها الزرقاوتين اللتين ورثتاها عنه .. ورود .. حتى اسمها جاء من الطبيعة وقد انتقته زوجته ليُصبح لديه عبير الورد ..
, حاوط كتفها بذراعه لتبتسم بحنان كبير ورثته عن والدتها وتسير بجانبه نحو داخل الفيلا ..
, فيلا العائلة .. التي ازدادت طابق كبير وواسع خاص بالأولاد لتُصبح من ثلاثة طوابق ويُعاد ترتيبها وتنظيمها مع ترك هيئتها القديمة ولكنها ازدادت دفئاً وجمالاً أكثر ..
, اقتربا من مائدة كبيرة ..ازداد عدد المقاعد حولها لتحتويهم جميعاً ..رجالاً ونسائاً وشباب .. بإلفة ومحبة كبيرة ..
, جلس في مقعده المُخصّص لتتجه ابنته ورود ذات ال21 من عمرها لتجلس بهدوء فوق مقعدها بجانب مقعد أخيها الذي ينظر لوالده وقدوته الأولى بنظرات هادئة مبتسمة ..
, شاب في ال22 من عمره يُشبه والده مصطفى في الشكل كثيراً والمضمون .. ليأخذ من قوته رجولته وحنانه ليمتزج مع حنان والدته وجنونها .. كان كالنسمة الخفيفة بينهم حتى اسمه الذي يُشتقّ من اسمائهم .. ربيع .. لتمتلئ حياة مصطفى ربيعاً ووروداً وعبير ..
, هتف صوت رجولي أجش صوت حاني قوي لم يُغيّره الزمن وهو يتجه نحوهم: صباح الخير ..
, أجاب الجميع بابتسامات سعيدة: صباح النور ..
, ليجلس فوق كرسيه على رأس السفرة ينظر إليهم بسعادة وحنان لا يستطيع إخفائه كلما رآى جمعتهم هذه ..
, وضعت ليلى الصينية التي تمتلئ بكؤوس العصير لتلحق بها مروة وهي تُمسك صينية أخرى وتبدآن في توزيعها على الجميع ..
, هتفت ليلى في البنات: طب و**** أنتي وهي قليلين أدب ده بدل م تقوموا تساعدونا ؟
, لوت مروة فمها بامتعاض: اسكتي ياختي ملقيتيش غير رحمة هانم تساعدنا ده جوزي يساعدنا وهي لأ ..
, رفعت فتاة في ال23 من عمرها رأسها نحوهم .. ترمقهم بلامبالاة لتهز كتفيها هاتفة بصوت جميل ذو بحة مُميزة: لو طلبتوا مني كنت قومت ساعدت بس أنا مبفرضش نفسي على حد ..
, هتف ذلك الشاب الذي ينزل درجات السلم ببدلته الرسمية العسكرية .. وعلى أكتافه تُعلق شارة رائد .. شعره الأسود الغزير مُصفّف بعناية فائقة ليلمع مع عينيه السوداوتين الغامقتين: طبعاً عند الشغل مش هتفرضي نفسك أما عند الأكل الأولی دايماً .. صباح الخير يا بشرر ..
, ابتسمت رحمة تتأمّل وسامته الواضحة بعينين لامعتين .. كم تحسد نفسها على وجود أخ كهذا في حياتها وكم يزيدها حضوره تكبراً وغروراً لتهتف بمرح: اسكت متخلينيش قول طالعة لمين ..
, ضحك هارون ناظراً للذي رفع رأسه يرمقهم بغضب وهو يجلس بكرسيه الذي لم يتغيّر على يسار أدهم .. لتزداد ضحكاته ارتفاعاً قائلاً: إيه يا سيفو اللي على راسه بطحة يحسّس عليها ولّا إيه ؟
, هتف سيف ببرود: طب كويس فكرتني أنك خسرت الشرط وهتعزمني ع الغدا النهاردۃ ..
, رفع هارون حاجبيه بحذر: شرط إيه بقا ؟
, سيف بخبث: الشرط بتاع فيلم الرعب اللي شوفناه الأسبوع اللي فات .. ده اللي فضلت لازق بيا تقولي خبيني يا سيفووو .. عارف يا واد كسفتني وسودتلي وشي .. ظابط طول بعرض يخاف من حتة فيلم رعب إخس ..
, هتفت ليلى بذهول: إيه يا هارون خوفت معقول يابني أنت خرع للدرجة دي ؟
, جلس حيدر من الناحية الأخرى لهارون .. يبتسم باتساع وعيناه الخضراوتين الساحرتين تلمعان بجمال خلاب .. هاتفاً بضحك: أيوه يا ماما خاف أووي إخس ع رجالة العيلة بس .. إذا كان هاروون الكبير وبقا زي التوتو إحنا هنقول إيه .. فعلاً يا سيفو معاك حق لما قولتله هرهر ..
, ضحك الجميع عالياً ليرمقهم هارون بابتسامة صفراء على سخافتهم ناظراً لسيف الذي اتّسعت ابتسامته بتسلية .. سيف والده .. بل صديقه وأخوه وأقرب الناس إليه .. لا يعلم كيف ستكون حياته من دون مشاكساتهم الدائمة وشجاراتهم على أتفه الأشياء .. سيف شيء غريب لا يُمكن أن يوصف فقط ما يقدر على قوله أنه سيف وهذا أبلغ تعبير ..
, يقود سيارته بسرعة جنونية .. يضحك بحماس مُدندناً مع الأغنية العالية التي تنساب من المذياع بصخب كاد يكسره .. يتخطّى السيارات حوله بحرفية ومهارة عالية ويصرخ بانتصار وكأنه في خط سباق حقيقي ..
, ضغط يده على بوق السيارة بقوة عدة مرات عند اقترابه من الفيلا .. ليُسارع الحراس بفتح الباب له مهرولين بعيداً .. فهذه طريقته لإعلامهم بأنه وصل وعليهم فتح البوابة قبل أن يدخل بها هو وسيارته ويخلعها من مكانها بغير مبالاة ..
,
, دخل بسرعة لتحتكّ إطارات سيارته بالأرضية مُخرجة صريراً قوياً ودارت عدة دورات لتتوقّف أخيراً بسلام ..
, ترجّل منها يخلع نظاراته الشمسية السوداء لتظهر عينيه المائيّتين وتشق ابتسامة وجهه الوسيم ..
, زين عز الدين .. مُدلّل عائلة عز الدين نظراً لكونه أصغر أفرادها .. وأكثرهم جنوناً .. وطباعه المُحبة للدلال والحنان ورثها كاملة بدون نقصان .. طلباته أوامر وأوامره منفذة وإلا عناده سيفتك بالجميع ..
, صرخ صوت شاب بجانبه: م لساا بدري ياا حيواان يا جزمة أنا هفضل لاحقك لحد إيمتى ؟
, التفت زين نحوه .. كان شاب متوسط الطول بعينين زرقاوتين كموج البحر الصافي .. جسد رياضي بعض الشيء وملامح عابسة بسببه .. عمار عز الدين الابن الأصغر لأدهم ..
, اتسعت ابتسامة زين واقترب منه يحتضنه: حبيباااااي وحشتني يا عمووورة ..
, أبعده عمار عنه بغيظ: كنت فييين مش بايت بالفيلا ليييه أنت عايز عمك يقتلك ؟
, زين بامتعاض: كنت بصلّح العربية وسهرت معاها علشان متزهقش لوحدها ..
, عمار: أنت كل يوم بتصلّح الزفت العربية ده كله من ورا سواقتك المنيلة ..
, ابتسم زين بشكر: شكراً يا عمورة على رأيك ده من ذوقك و**** .. تعااااال بقا نصبّح ع الجماهيير ..
, فتح هاتفه الأسود العريض والفاخر ليفتح على تطبيق الإنستا .. فنجم سباق سيارات مثله لن يُفوّت الشهرة والنجومية أبداً .. بل أن الشهرة تأتي إليه على طبق من ذهب نظراً لعائلته وعلاقاته واجتماعيته .. ومن أول يوم لقناته على الإنستا حصد عدد مُتابعين هاائل ينتظرون سخافاته كل يوم بحماس ولهفة مُغيظة ..
, أشغل تطبيق الفيديو ليبتسم باتساع قائلاً: هاااي فانزي الحلويين القمرين عاملين إييه النهاردة !؟ وحشتوووووووووني أوووووووي أووي .. بصوا بقا أنا وصلت الفيلا بأمان الحمد**** على سلامتي طبعاً .. ومعايا هنا ابن عمي عاوز يسلّم عليكوا ..
, رمقه عمار بغيظ وغضب ليجذبه زين حتى يظهر في الفيديو هاتفاً بابتسامة: أهو عمورة قلبي وحياتي ابن البوص الكبير سلّموا عليه ..
, ثم التفت نحو عمار العابس هاتفاً: شوفت بسلموا عليك بقلولك هااي رد عليهم ..
, عمار بعبوس: هاي ورحمة **** وبركاته .. واقفل الزفت بقا معليش يا جماعة متآخذوناش بس نجمكوا ده هيتنفخ كمان شوية ..
, أمسك الهاتف منه سريعاً وضغظ على النشر ليصرخ زين بغضب: أنت عملت إيه يا جزمة يا واااطي ..؟
, ضحك عمار بتسلية: في إييه دول بقوا عيلتك ميمنعش يعرفوا أسرارك ولّا إيه ؟ امشي قودامي جوا بقااا ده عمك هيولّع بيك .. أنت عارف أبويا كويس مبيحبش حد فينا ينام برا البيت ..
, هتف زين بحذر: هو سيفو وهارون هنا ؟
, عمار: أيوه طبعاً ..
, ابتسم زين بارتياح: الحمد**** عندي محامين دفاع من الطّراز الأول .. ادخل قودامي ياخويا ..
, دخل عمار مقترباً من المائدة: صباح الخير ..
, أجابه الجميع ورفع أدهم عينيه يرمقه بغضب من تأخّره ليهتف سريعاً: ده زين الكلب كنت بجيبه من قفاه ..
, دخل زين بضحك: أوعى تجيب سيرة قفايا لحسن نخسر بعض .. صباحوووو الخيري أيها البشروووو ..
, صرخت مروۃ بغضب: بااااس كام مرة بقولك الصوت العالي ده بيجيبلي صداااع ..
, ابتسم معتذراً قائلاً بهمس: صباحوووو الخيري أيها البشروووو ..
, ليلى بسخرية: والتفاهة دي بتجبلها صداع برضه ..
, تأفف بضيق: الحق عليا .. أنا بنزّل من نفسي وبكلّمكوا ليييه أصلاً .. عندي البوص الكبير حبيب قلبي ..
, اقترب من أدهم يُعانقه ليدفعه أدهم بعيداً عنه بغضب: ابعد يا حيواان حسابك تقل معايا اوووي ..
, عاد زين لمعانقته: يتقل ولّا يخف أنت حبيبي هات بوووسة بووووسة واحدة بس ..
, دفعه عنه بغيظ ليتعلّق الأخر برأسه يمدّ شفتيه نحوه: أبووسك والنبي هبوووسك خلاص اثبت بقاا ..
, قبّله علی رأسه بقوة ليدفعه أدهم بغيظ هاتفاً: طب و**** مش هعدّيهالك المرة دي يا زين يا ابن الكلب ..
, التفت سيف إليه هاتفاً: لااا بقولك إيه لو هنبدأها شتيمة قولي علشان أستعد .. ده على أساس إن حيدر الكلب أحسن ؟
, حيدر بملل: هو مفيش غيري يا سيفو دايماً مدخّلني بأمثالك العريقة دي ؟
, سيف: تعال يا زينوو اقعد جمبي ياحبيبي يا ضنايا ..
, ضحك زي واقترب منه يُقبله: هاتلك بووسة جميلة زيك ياسيفووو يا نبضي ..
, جلس بجانبه ثم التفت أمامه ينظر لهارون هاتفاً بمرح وهو يُرسل قبلة في الهواء: حبيب أخوه يا ناااااس وخمسة موااااه ..
, ضحك هارون هاتفاً: يا تافه خف شوية مش شايف الناس حوليك ..
, التفت زين حوله ليجد عينيّ مصطفى اللتين تُتابعانه بغيظ .. ثم التفت نحو أدهم ليجده أكثر غيظاً وغضباً .. أعمامه الإثنان العملاقان المُخيفان .. ولولا وجود محامي الدفاع عنه المتمثّل بوالده سيفو والمحامي الآخر هارون لكان الآن جثة هامدة متعفّنة منذ زمن ..
, هتف سيف بحماس: زين جهّز نفسك النهاردة معزومين ع الغدا ..
, زين بحماس أكبر: بجدددد ؟ مطعم إيطالي المرة دي يا سيفو ..
, سيف: خلاص إيطالي ولا تزعل ..
, زين: هو مين اللي عازمنا المرة دي ؟
, ضحك سيف قائلاً: أخوك الظابط الجبان ..
, هز زين رأسه بأسف : تؤ تؤ .. كده تكسفني يا هارون ؟ مكنش العشم ..
, سيف: معليش يا حبيبي الحمد**** اتكشف على حقيقته من دلوقتي .. جبان وبيخسر رهانات فوق كده ..
, زين: أهم حاجة أنه مطعم ايطالي ..
, سيف: إيه رأيك ناخد حد معاانا ؟
, زين: زي مين ..؟
, سيف: أي حد .. هارون مش هيرضى نروح لوحدنا هو بحب الجمعة الكبيرة وصرف الفلووس كتير ..
, زين: صح خلاص نروح كلّنا وهقول لوسام ونوار برضه ..
, سبف: جيب كل صحابك بالكلية برضه ..
, زين: تصدّق فكرة ومنه بجيب الدكاترة كمان ..
, سيف بثناء: برافو عليك يا ولدي جيبهم هما والدكاترتاتات ..
, زين بدهشة: ال.. إيه ؟
, سيف بثقة: الدكاترتاتات .. يعني الدكاترة المؤنّثين ..
, هز زين رأسه: واضح واضح من غير شرح يا أبويا .. **** عليك وعلى لغتك العربية الفصيحة ..
, سيف بفخر: دي أقل حاجة عندي يا حبيبي انت لسا شوفت حاجة ؟
, هتف مصطفى بغيظ: وبعدين معاكوا مش هنتسمّم بقا ؟
, التفت زين نحوه بذهول ثم نظر نحوهم بحذر: مين اللي حاطت بالأكل سمّ اعترفوا ..؟
, سيف بسرعة: دي ليلى مفيش غيرها ..
, وضعت ليلى كأس الماء أمامها بغيظ: لا إله إلا **** ..
, سيف: محمد رسول **** .. بلاش تبقي مؤمنة دلوقتي مش هيفيدك بعد م سمّيتي العيلة ..
, زين بصدمة: كده يا مرات عمي ؟ طب أنا عملتلّك إيه طيب ؟ أنا قاعد بحالي ومبجيش جمب حد .. يرضيكي موت وأنا بعز شبابي ..؟ ياعيني عليك يا زينو وعلى زهرة شبابك ..
, سيف بحزن: معليش يابني ازرع غيرها ولا يهمّك أنا جمبك .. هجبلك سماد عضوي عليها ..
, زبن ببلاهة: هي مين ؟
, سيف: زهرة شبابك الجديدة ..
, هتف مصطفى بغضب: باااس بقاا ..
, هتفت ليلى بغضب: مش هيسكتوا أبداً .. عاوزة أعرف أنتي توحّمتي على إيه يا مروۃ لما كنتي حامل بالتحفة ده ؟
, هزت مروة رأسها بأسف: على خيار و**** .. لو أعرف أنه هيطلع على الشاكلة دي كنت كلت طماطم بدل عنه ..
, ضحكت رحمة قائلة: اللي يشوفه ميقولش جاي من ورا خيار ..
, ليلى بضحك ساخر: طب اسكتي انتي بدل م نقول جيتي من ورا إيه ؟
, رحمة بدهشة: إيه ؟
, نظرت ليلى نحو مروة التي ضحكت هاتفة: صابوونة ..
, رحمة بصدمة: إييييه !؟
, انفجرت مروة ضاحكة بتهكم: وياريت صابونة بتاعتي .. دي بتاعة ليلى ..
, زين: وأنا أقول عمال تدوب وتختفي كل يوم ليه .. بكرا يجي يوم ومنلاقيهاش ..
, رحمة: بس يا خفيف ..
, ابتسم هارون هاتفاً: طب وأنا مقولتوليش جيت من ورا إيه ؟؟
, رمشت مروة بعينيها بصدمة .. تنظر نحو سيف الذي رمقها بصمت ثم انشغل بالنظر بطبقه ..
, نقل أدهم نظراته بينهم ليهتف بعدها بهدوء: مفيش حاجة معينة .. علشان كده طلعت أهدا واعقل حد فيهم ..
, ابتسم هارون: حبيبي يا عمو ياللي ناصفني دايماً ..
, نهض سيف هاتفاً: الحمد**** ..
, ابتعد عن الطاولة سريعاً متجهاً للخارج ليهتف زين بدهشة: هو ماله ؟
, ثم التفت نحو والدته: بابا ماله يا ماما ؟
, رمقته بتوتر وارتباك ليُنجدها أدهم هاتفاً: مفيش يا زين هو كويس ..
, زين بجدية: أومال قام فجأة كده ليه ؟
, أدهم: قولتلك مفيش .. أنا وهو شادين مع بعض شوية .. دلوقتي هيهدا ..
, زين بعدم اقتناع: إزاي وكنتوا بتتكلموا قبل شوية عادي ..؟
, ابتسمت ليلى بخفوت قائلة: م أنت عارف أبوك كل شوية بعقل زيك عاوز يتدلّل ويتقل ع الكل ..
, صمت زين ينظر إليهم بعدم اقتناع ولكنه آثر الصمت وعاد لطعامه .. فيما نقل حيدر نظراته بينهم بهدوء متمعّناً في ملامحم التي تغيّرت وتوترت فجأة ..
, بعد مدة ..
, ترجل حيدر من سيارته السوداء الفاخرة .. واتجه بخطوات ثابتة مُخفياً خضراوتيه بنظارات شمسية سوداء .. داخلاً شركتهم العريقة التي ازدادت تطوراً وازدهاراً عن قبل ..
, وصل إلى مكتبه الفاخر كحال كل شيء في الشركة ليدخل بعده شاب طويل بجسد ممشوق وأجمل ما به عيناه الرمادية الساحرة بشكل لا يوصف .. زياد أحمد سعيد .. الولد المدلل والوحيد لأحمد ونور والذي يُعتبر فرداً أساسياً في عائلة عز الدين ..
, ابتسم قائلاً: صباح الخير ..
, هز رأسه بشرود: صباح النور ..
, قطب جبينه بحذر: فيه إيه يا حيدر ..؟
, نظر إليه حيدر بتفكير: اقعد هقولك ..
, جلس زياد أمامه: فيه إيه قلقتني ..؟
, حيدر بهدوء: حاسس إن في حاجة مش طبيعية بتحصل ..
, زياد: بتحصل فين في الشركة هنا ؟
, نفى حيدر برأسه: لأ في الفيلا عندنا ..
, زياد: فهّمني طيب حاسس بإيه ..؟
, حيدر: النهاردة كنا قاعدين ومبسوطين ع الفطار فجأة الجو توتر وعمو سيف قام من ع السفرة ..
, زياد بدهشة: ليه ؟
, حيدر: م هنا المشكلة .. إني مش عارف ليه وفي إيه بالظبط .. بس كانوا بيتكلموا عن مرات عمي مروة لما كانت حامل بعيالها .. ولما ذكروا هارون وسألوها توحّمت على إيه فجأة سكتوا وحصل اللي حصل ..
, زياد: إيه اللي بتقوله ده هيكون في إيه يعني مش ممكن تكون غلطان ؟
, تأفف حيدر قائلاً: مش عارف أنا بقولك اللي حاسّه ..
, زياد: متقلقش أكيد مفيش حاجة أنت بس مكبّر الموضوع شوية .. المهم بقا أنا في مكتبي لو عوزتني ..
, حيدر: تمام ..
, خرج زياد من المكتب يُغلق الباب ورائه لتقع عينيه على السكرتيرة الخاصة بحيدر .. اقترب منها بابتسامة هادئة: عاملة إيه يا آنسة منال ؟
, رفعت نظرها إليه بجمود: الحمد**** كويسة .. حضرتك عاوز حاجة ..؟
, صمت ينظر إليها بضيق ليهتف بجمود: لأ متشكر ..
, تركها خارجاً من المكتب لتتغيّر معالم الجمود عن وجهها متنهدة بحزن وحسرة .. عندما تقترب تجده يبتعد أميالاً وعندما تبتعد يُجن جنونه .. وما بين الإقتراب والإبتعاد قلبها يضيع وعقلها يتشتّت ..
, دخلت في تلك اللحظة فتاة بقوام ممشوق وجمال جذاب .. بشفتين مُغريتين وشعر بني يلوح حول كتفيها بدلال .. ابتسمت بحب: منووول عاملة إيه يابت ؟
, ابتسمت منال لتلك الفتاة التي تعرّفت عليها منذ بداية عملها كسكرتيرة لحيدر وعلمت بأنها خطيبته .. فتاة عفوية طيبة القلب ومتواضعة بدرجة كبيرة هتفت بابتسامة: كويسة الحمد**** أنتي أخبارك إيه ؟
, تنهّدت الفتاة المدعوة تسنيم هاتفة: زي م أنا ..
, منال: و**** حيدر بيه معهوش حق .. معقول حد لاقي زيك بطيبتك ورقتك وحلاوتك ويفضل على جموده وبروده .. ده غبي لا مؤاخذة يعني ..
, ضحكت تسنيم قائلة: أوعى تقوليها تاني حيدورة قلبي خط أحمر .. أنا بس اللي أقولها ..
, منال ضاحكة: مش هقولها ادام أنتي عارفاها ..
, تسنيم: عارفة ياختي بس أعمل إيه .. القلب ومايريد .. يلّا سلام ادخل بقا .. استعدي ..
, ضحكت منال هاتفة: أنتي مبتحرّميش ؟
, تسنيم بضحك: بحب أعصبه وجننه أعمل إيه ..
, منال: أوك هستعد لزعيقه وشخطه بيكي وبهدلتك ولا كأنك خطيبته ..
, عبست تسنيم: بتفكّريني ليه أنا بحاول أنسى ..
, منال: تنسي إيه يابت وأنتي كل يوم جاية هنا تتبهدلي وتفضلي طالعة .. ده لو حمار كان فهم إن ميرجعش هنا تاني أصل الحمار ميوقعش في الحفرة مرتين ..
, تسنيم بمرح: أنتي قولتي الحماار بس أنا مش حمارة .. أنا بقرة بعيد عنك ..
, منال بضحك: ماشي ادخلي لحبيب القلب ياختي هشوف آخرها معاكي ..
, ابتسمت تسنيم بلهفة واتجهت نحو باب مكتب حيدر فتحته ودخلت دون استئذان هاتفة: صباح الفل والياسمين والورد على أحلى حيدر في الدنيا حبيبي وخطيبي وأبو ولادي المستقبليّين إن شاء **** ..
, رفع نظره نحوها هاتفاً بغضب: أنتي بتعملي إييه هنا أنا مقولتلكيش متجيليش هنا تاني ..؟
, ابتسمت مُقتربة منه لتطبع قبلة على وجنته ومدّت إصبعها تدلك العبوس بين حاجبيه: بلاش تكشيرتك دي بتدايقني .. وجيت هنا علشان شوفك مش أنت خطيبي ؟
, زفر بضيق: خطيبك برا الشركة مش هنا ..
, تسنيم: لما أبقى شوفك برا الشركة وقتها معدش أجي هنا ..
, حيدر بضيق: قصدك إيه .. أنا بكون مشغول كل الوقت ومش فاضي للخروجات والجنان والتفاهات اللي انتي عاوزاها ..
, تنهدت بغير اكتراث فقد تعودت على كلامه الجامد المزعج لتهتف: يبقى أما تبقى فاضي على تفاهاتي دي وقتها معدش هتشوفتي هنا ومش هزعجك .. أما دلوقتي هتستحملني غصب عنك ..
, تأفف بغيظ: عايزة إييه يا تسنيم أنا مش فايق ..؟
, تسنيم بدلال: معليش فوق مش أنا خطيبتك وحبيبتك اللي متقدرش تعيش من غيرها ..؟
, نظر إليها وهي تبتسم بشفتيها المغريتين له كثيراً ولكنه حافظ على جموده العابس هاتفاً: مين قالك مقدرش أعيش من غيرك ؟
, تسنيم بدهشة: إيه تقدر ؟
, حيدر ببرود: الحياة متوقفش عند حد .. ومحدش بيموت من غير حد .. الواحد بموت من غير أكل أو شرب أو أوكسجين مش هيموت ببعد حد عنه ..
, همست بهدوء: يعني أنت مش هتموت في بعدي ..؟
, حيدر: لأ ..
, تسنيم: بس أنا بموت ببعدك .. أنت بالنسبالي الأكل والشرب والأكسجين وكل حاجة ..
, حيدر: خلّصتي رومانسيتك دي ؟
, تسنيم بابتسامة: خلصت .. قولّي رومانسيتك أنت بقا ..
, حيدر: عايزاني أقولك ؟
, هتفت بلهفة: أيوه ..
, هتف حيدر مشيراً نحو الباب: أوك ٤ نقطة عينيكي الحلوين دول شايفين الباب اللي هناك ده ؟؟
, هتفت بعبوس: شايفين ..
, حيدر: تخرجي منه وإياكي شوف وشك هنا تاني واضح يا حلوة ؟
, ابتسمت هامسة: بجد شايفني حلوة ؟
, زفر هاتفاً بحزم: تسنيييييم ..
, ابتعدت عنه هاتفة: خلاص خلاص حاضر ..
, أشار نحو الباب بجمود لتهمس: بحبك ..
, صمت ناظراً إليها بجمود لتقول برجاء: طب قولي بحبك طيب ..
, هتف بجمود: تسنييم ..
, تسنيم بإلحاح: قولي بحبك وهمشي ..
, تنهد مُشيحاً بوجهه وهمس: بحبك ..
, اتسعت ابتسامتها بحب هامسة: وأنا بمووووت بيك .. شكرراً ..
, تحمحم معدلاً ملابسه بهدوء: إحم العفو .. الشكر لله ..
, ضحكت بخفة ناظرة إليه لتقترب بسرعة تقبل وجنته: أنا همشي ..
, هز رأسه بصمت لتهمس: هتوحشني ..
, عاد ليهز رأسه لتهمس: حيدر ..!؟
, حيدر لهمس: امشي يا تسنيم ..
, تسنيم بهيام: قلب تسنيم وروحها .. أنا همشي وهتوحشني أوي أوي أوي ..
, ابتعدت عنه ناظرة إليه بحب لتتجه نحو الباب والتفتت مُرسلة له قبلة في الهواء وتخرج مُغلقة الباب خلفها .. لتظهر ابتسامته الحانية حال خروجها متنهّداً بهيام يفوق هيامها .. عاد بظهره للخلف يتكئ برأسه على الكرسي وهو سابح في عالمها .. هو بارد جامد مُغيظ وغبي يعلم ذلك .. ولكن ليس بيده فجأة يتحوّل للجمود الشديد في حضورها .. ولكنه يحمل لها في قلبه حباً فاق الوصف وعشقاً لا حدود له ..
, في الفيلا ..
, اقترب أدهم من أحد المقاعد في الحديقة الذي كان سيف يجلس فوقه ينظر أمامه بشرود خائف ..
, هتف أدهم بضيق: قولتلك إن ده هيحصل أنت اللي مسمعتش كلامي وفضلت على عنادك .. مبسوط دلوقتي ؟
, التفت سيف نحوه بألم: مقدرتش أقوله حاجة .. كنت بشوفه قودام عينيا بيلعب ويهزر وفرحان .. خوفت لو قولتله يتغيّر وأخسره ..
, أدهم: رغم ده كان لازم يعرف الحقيقة .. مكنش ينفع نخبي عنه حتى لو كان هيزعل بس كان هيتعود ..
, سيف بخوف: لأ مكنش هيتعود .. هارون مش كده .. هارون لو عرف كان هيفضل لحد دلوقتي حاسس نفسه غريب وهيحاول يبعد عننا .. أنا عارفه أكتر من نفسي هو مش بس أبني هو رووحي يا أدهم ومقدرش أعيش من غيره ومش هستحمل بعده عني أبداً ..
, تنهد أدهم بحزن هامساً: خلاص يبقى تنسى كل ده .. مش لازم كل م تذكر الموضوع تدايق نفسك .. خلاص زي م انت اعتبرته ابنك وحبيناه كلنا يبقى لازم ننسى الماضي ونآمن أنه ابننا بجد ..
, همس سيف بخفوت: خايف .. خايف يعرف الحقيقة ويبعد عني ..
, هتف أدهم بغضب: مين ده اللي يبعد عشان كنت قتلته فيها .. متقلقش هارون هيفضل هنا معانا إن عرف الحقيقة أو لأ .. مكانه هنا غير كده هقتله ..
, سيف بغضب: هو إيه تقتلته ده م تراعي كلامك يا أخي ..
, أدهم بغيظ: تصدق الحق عليا اني بعبرك .. غبي زي ابنك ..
, استمعوا لضحكات قادمة من خلفهم ليلتفت أدهم مشاهداً هارون يقترب منهم ببدلته العسكرية السوداء التي تُضفي عليه هيبة ورجولة طاغية تُرهب الجميع ..
, هتف هارون بعبوس بعدما هدأت ضحكاته: مش عيب عليك أنت وهو تتخانقوا زي العيال .. أنت يا أدهم يا كبير مصغّر عقلك كده ليه ؟
, توسّعت عيني سيف يجذبه من ملابسه: قصدك إيه يا حيوان إن أنا عقلي صغير ..؟
, رمش هارون بعينيه ناظراً نحوه بإدراك: تصدق لو حسبناها هتطلع كده .. معليش يا سيفو العتب ع السن عجّزت بعيد عنك ..
, دفعه سيف بغضب: تفوه على دي تربية .. شكلك كده يا أدهم معرفتش تربي ..
, هارون بدهشة: ليه مين أبويا هو ولّا أنت ؟
, سيف: أنا .. بس هو المُربي هنا ..
, أدهم بغيظ: أه طبعاً أنت تجيب عيال وترميهم عليا .. بس فعلاً و**** معرفتش أربي والمثال الأكبر أهو أنت قودامي عمرك بنص الأربعين ومش متربي ..
, ابتسم سيف بغرور مُعدلاً خصلات شعره السوداء: أنت غيران مني زي الكل هنا صح ؟
, أدهم باستنكار: هغير منك ليه ياعينيا ؟
, سيف: علشان أنت بقيت عجوز وشعرك شاب أما أنا لسا شباب .. بص حتى مفيش ولا شعرة بيضا عندي ..
, هتف هارون مُمسكاً بشعره بيضاء من سيف: دي يا سيفو بيضا ..
, ضرب سيف يده بغيظ: بس يا حيوان .. هما كام شعرة بس بتديني هيبة ووقار غير كده مفيش ..
, أدهم بغرور: أنت قولتها .. هيبة ووقار يعني أنا كلّي هيبة وأنت لا ..
, هز سيف أكتافه هاتفاً: المهم شعري مشابش زيكوا يا عجايز ..
, أدهم بغيظ: مش عارف مشابش ليه بس علشان تفضل تغيظنا بيها لآخر عمرك ..
, ضحك هارون قائلاً: أنت متأكد إنك مش بتصبغه يا سيفو ؟
, سيف: هصبغ ليه إن كان دي طبيعته ..؟ أنا وبكل فخر لا أشيب ..
, هارون: حلوو أووي يبقى لازم أورث الصفة دي عنك ..
, سيف: لا يابني دي تيجي بالسلالة لشخص واحد بس .. واختارتني أنا ..
, هتف هارون: أوك تتهنى بيها .. ممكن بقا تقولولي صوتكوا كان جايب آخر الشارع ليه ؟
, سيف: ده أدهم ..
, هارون: ماله .. عملتلّه إيه يا أدهم ؟
, أدهم بغضب: ولد احترم نفسك ..
, هارون باصطناع الخوف: خلاص خلاص آسف ٣ نقطة عملتله إيه يا دودوو ..؟
, ضحك سيف بسخرية وضربه بكتفه بثناء: حلوة دي يا هرهر ..
, تأفّف أدهم بضيق ونظر لهارون هاتفاً بجدية: أنت هتيجي الشركة إيمتى يا هارون بقالك واعدني من زمان ..
, هارون بهدوء: أنت عارف ياعمي مليش في شغلكوا ده .. أنا بحب شغلي أووي ومش عايز أسيبه ..
, أدهم: أنا مش بقولك تسيبه رغم إننا كلنا عايزين ده لأننا بنخاف عليك .. بس ع القليلة تعال كل شهر مرة واحدة بس اتطمن ع الشغل وشوف لو هتقدر تساعدهم .. متنساش إن الشركة مش لولاد عمامك وأخواتك وبس أنت ليك نصيب بيها برضه ..
, ابتسم هارون بهدوء: نصيبي محفوظ مش لازم أتطمن عليه ومحدش منا عايزه لأننا عيلة واحدة .. ورغم ده خلاص أوعدك بأقرب فرصه هعدي ع الشركة كام ساعة ..
, أدهم: تمام كده **** يباركلك ويحميك يارب ..
, هارون: عايزين حاجة دلوقتي أنا ماشي ويمكن أتأخر النهاردة ..
, أدهم: مع السلامة يا حبيبي خلي بالك من نفسك ..
, هتف سيف بغضب: لو مش غدا هيكون عشا المهم هتنفذ الشرط يعني تنفّذه ..
, ضحك هارون هاتفاً: حااضر ياسيفو عينيا .. سلام ..
, اتجه نحو سيارته السوداء اللامعة يستقلها خارجاً من البوابة وهو يضع نظاراته الشمسية الغامقة ..
, ٣٦ العلامة النجمية
, عدّل مصطفى ربطة عنقه ببدلته الرمادية الغامقة .. واتجه ينزل درجات السلم ليجد ابنته ورود تُسرع إليه ..
, هتف باستغراب: عاوزة حاجة يا حبيبتي؟
, همست بحزن: هتروح المستشفى النهاردة ؟
, تنهد قائلاً: أيوه هروح شوية ..
, ورود: عايزة أجي معاك ..
, اقترب أخيها ربيع يقف بجانبهم: وأنا برضه يا بابا هاجي معاكوا ..
, مصطفى: أنت معندكش كلية ؟
, ربيع: عندي بس متأخّر شوية هلحق روح المشفى الأول ..
, مصطفى: تمام يلا يا ورود ادخلي جهزي نفسك هستناكي نروح مع بعض ..
, ابتسمت بهدوء تصعد درجات السلم نحو غرفتها .. ليلتفت ربيع نحو والده .. يلمح ملامح الحزن التي تملأ وجهه منذ أكثر من سنتين .. حتى ضحكته باتت باهتة مُمتلئة بالحزن وكأنه لا يقوَ على الضحك من دونها ..
, اقترب منه يحتضنه بحزن: هترجعلنا يا بابا و**** ..
, أغمض مصطفى عينيه بألم ومد يديه يحتضنه باحتياج: يارب ..
, ربت على كتفه قائلاً بابتسامة: هترجع وتشوفك أحسن دكتور في الدنيا ..
, دخل أدهم من الباب ليجدهم أمامه .. اقترب متسائلاً: هتروح الشركة دلوقتي ؟
, مصطفى بهدوء: هعدي ع المشفى الأول ..
, زفر أدهم قائلاً: برضه هتفضل كل يوم ع الحالة دي ؟
, مصطفى بجمود: عايزني أعمل إيه يعني ؟
, التفت أدهم نحو ربيع هاتفاً: ربيع سيبنا لوحدنا شوية ..
, ابتعد ربيع عنهم لينظر أدهم لمصطفى قائلاً: مش شايف حالة ولادك إزاي ؟ دول علطول شايفينك زعلان ومتدايق وده مأثر عليهم أووي ..
, مصطفى: أعمل إيه يعني ؟ بطل روحلها ؟
, أدهم بهدوء: لأ .. بس مش لازم كل يوم .. مش لازم تحسّسهم إنك منهار للدرجة دي ..
, مصطفى: أنا وعدتها إني روحلها كل يوم ومش هخلف وعدي .. بعدين الدكتور قال ده هيفيدها ..
, زفر أدهم قائلاً: ده كان زمان يا مصطفى أول م عملت الحادثة كان هيفيدها وجودنا حوليها وتفوق بس مش بعد أكتر من سنتين ..
, مصطفى بغضب: إيه اللي بتقوله ده يا أدهم ..؟ يعني عايزني أسيبها كده ولا أسأل بيها ؟ دي مراااتي يا أدهم مراتي وأم عيالي ولو فضلت نايمة عشر سنين قودام أنا هفضل روحلها كل يوم ومش هزهق ولا ايأس ..
, تركه متجهاً للخارج بغضب ليزفر أدهم ماسحاً وجهه بعنف وحزن .. وجد ورود تنزل درجات السلم لتبتسم عندما رأته: بابا فين يا عمو ؟
, ابتسم أدهم عندما رآها .. تلك الفتاة الصغيرة البريئة يشعر بأنها قطعة منه حالها كحال بقية أولاد أخوته .. ولكن طيبتها وهدوئها يجعله يُحبها أكثر ويخاف عليها خاصة وذلك الحزن العميق في عينيها المشابه لحزن مصطفى ..
, ابتسم مقترباً منها وقبل جبينها قائلاً: برا بيستناكي هو وأخوكي .. خلي بالك من نفسك يا حبيبتي ..
, هزت رأسها بابتسامة وقبلته بخده قائلة: حاضر يا عمو يلا سلام ..
, أدهم: مع السلامة ..
, زفر بضيق متابعاً خروجها ثم اتجه نحو مكتبه .. فتح الباب لتتغير ملامحه للغيظ عندما وجد زين يجلس فوق كرسيه الجلدي ويمد قدميه فوق طاولة المكتب وهو يهز الكرسي يمنة ويسرة ..
, وأمامه يجلس عمار فوق أحد المقاعد يغمض عينيه باسترخاء ..
, هتف بغضب: أنت يا حيوان منك ليه أنا قولتلكوا تستنوني بالمكتب مش أتزفت ألاقيكوا بالمنظر ده ..
, نظر إليه زين بملل هاتفاً بسخرية: أومال هتلاقينا إزااي إيدينا لفوق ووشنا للحيطة وعلى رجل واحدة زي عقوبات هارون السخيفة !؟
, ضحك عمار هاتفاً: حلوة سخيفة دي كان نفسي يكون هنا ويسمعك ..
, زين بضحك: م أنا قولتها لأنه مش هنا ..
, أغلق أدهم باب المكتب بغضب ليُخرج صوت قوي أفزعهم .. نهض زين من مكانه بتوتر واتجه نحوه يُرتب له بدلته السوداء وينفض غباراً وهمياً عن كتفه .. فيما قرّب عمار الكرسي الخاص بأدهم ليدفعه زين يُجلسه فوقه ويدفعونه حتى أعادوه مكانه وهو ينظر نحوهم بغضب ..
, وقف عمار باحترام أمامه: كله تمام يا باشا ..
, زين: عاوز تشرب إيه ؟ عندنا عصير شاي قهوة شوكولا خمرة٣ نقطة
, عمار بصراخ: بس يا حيوان خمرة إيه سوّد **** وجهك يا هذا ..
, زين: بجد أسود ؟ طب شوف تاني كده ؟
, هتف أدهم بغضب : أعمل فيكوا إيه دلوقتي ؟
, التفت عمار نحوه هاتفاً: بتجمعني معاه ليه يا بابا شوفتني نمت برا البيت زيه ؟ ده أنا مبارح اتخمدت من الساعة 7 هو اللي بات برا لوحده ..
, زين ببرود: وأبات برا يعني فيها إيه قامت القيامة مثلاً ؟
, أدهم بغضب: لأ مقامتش .. بس أنا هخلّيها تقوم فوق دماغك دلوقتي ..
, تأفّف زين بتذمر: طب فهمني طيب فيها إيه لو نمت جمب عربيتي علشان مسيبهاش لوحدها ..؟ يعني أعمل خير ألاقي شرّ يعني ؟
, أدهم: بجد يا حبيبي .. لا إذا كان كده أنا آسف أهم حاجة العربية المصونة متحسّش بالوحدة والوحشة ..
, زين بابتسامة: شوفت أنك ظالمني دايماً ..؟
, أدهم: حقك عليا معليش العمر ليه حقه برضه ..
, لوّح زين بيده هاتفاً: لا ولا يهمك مفيش مشكلة بس متتكرّرش تاني ..
, أدهم بابتسامة: حاضر تحت أمرك يا زين باشا مش هتتكرّر ومرة تانية حقك عليا ..
, زين بجدية: أنا اللي بدايقني منك يا أدهم أنك بتظلمني علطول من غير م تفهم الأول .. علطول مهزقني ومبوّظ سمعتي قودام العيلة كلها .. وبالآخر تطلع أنت الغلطان ..
, هز أدهم رأسه هاتفاً: و**** معاك حق ياحبيبي معلش آسف بجد .. ولو عايز أنا دلوقتي هطلع قودام الكل ونضّفلك سمعتك دي ولو كان بمسحوق كرامتي ..
, زين ملوحاً بخفة: لأ عادي مسحوق برسيل كفاية أوي ..
, نهض أدهم بابتسامة هادئة متّجهاً نحوه: حاضر .. هو كام زين عندي أنا ..؟
, تراجع عمار بتوتر يبتعد عنهم فهو يعلم تلك الإبتسامة الهادئة التي تسبق العاصفة ..
, هتف أدهم وهو يُربت فوق كتف زين بقوة: إيه رأيك نجرّب معاك طريقة تانية ؟
, زين بحذر: طريقة إيه ؟
, أدهم بتفكير: مثلاً نجرب نسلّمك لهارون لما يكون متعصب ونخلّي حيدر يساعده ..؟ أقولك إيه رأيك في حمزة ؟
, ابتسم زين هاتفاً بشماتة: حمزة مسااافر ..
, أدهم بابتسامة: صح فاتتني إزاي دي ؟
, زين بغرور: طول عمرك يفوتك حاجات كتير أوي وأنا اللي بفكرك بيها .. أنت من غيري متسواش حاجة ..
, عمار بذعر: نهار أبوك أسود يا كلب اخرس بقا يا غبي أنت بتهبب إيه ..
, دخل سيف المكتب في تلك اللحظة ليجد أدهم يُمسك بملابس زين بقوۃ وغضب صرخ زين عندما رآه: سيفووو الحقني أخوك المجرم هيقتلني ..
, أدهم بغضب: أنت لسا شوفت حاجة ؟ ده أنا هخليك تشوف الإجرام الحقيقي دلوقتي يا واطي ..
, اقترب سيف بسرعة يجذب زين من بين براثن أدهم هاتفاً: أبعد عنه يا جدع أنت هتقتلهولي روح اقتل ابنك ..
, عمار بصدمة: بتبعني بالسهولة دي يا عمو ؟ وأنا اللي علطول بساعد ابنك الغبي ده ووقف معاه ودافع عنه ..؟ معقول هتتخلى عني في أصعب لحظات حياتي ؟
, هتف سيف بشفقة: خلاص يالا صعبت عليا .. ابعد عنهم هما التنين يا أدهم ملكش دعوة بيهم ..
, أدهم بغضب: انت متدخلش خالص دول عايزين تربية من الأول ..
, سيف بغضب: كنت ربيهم زمان يا خويا مش دلوقتي وكل واحد فيهم بقا شحط طول بعرض زي البغل ..
, زين: **** يعزك يا سيفو ..
, صرخ أدهم بغضب: زييين هات مفاتيح عربيتك حالاً .. هي وعربية السباق بتاعتك ..
, هتف سيف بغضب وذهول: أنت يا أدهم مش هتبطل العادة دي أبداً ؟ عايز إيه بعربيته ؟
, زين بصدمة: لا أرجووك اعمل أي حاجة إلا العربية عندي تدريييب النهاردة تدرييييب يا ناااس ..
, أدهم: ومين هيسمحلك تروح التدريب ؟ أنت هتتزرع هناا زي الكلب ومفيش خروج خالص ..
, هتف زين بنحيب: سيفووو قوول حاجة عندي تدريب يا جدع .. السباق الأسبوع الجاي لازم كون مستعدّ كويس .. يرضيك يعني أخسر ويقولوا زينو أبن أبو زينو أبن سيفو عز الدين يخسر وتبقى سمعتي وسمعتك بالأرض ؟ يرضيك تتشوّه صورتك اللّامعة قودام الجماهير الغفيرۃ ؟
, هتف سيف بصدمة: لأاا مرضاش أبداً .. خلاص أنت هتروح التدريب متقلقش ..
, هتف أدهم: سيييف قولتلك متخدلش .. مفيش تدريب يعني مفيييييش ..
, فُتح باب المكتب ليقف أمامه رجل طويل يغزو شعره البياض بخصلات سوداء قليلة .. اتكأ على حافة الباب هاتفاً بملل: اروح ألاقيكوا بتتخانقوا .. ارجع برضه بتتخانقوا .. أنتوا هتكبروا وتعقلوا إيمتى ؟
, التفت سيف نحوه: قول لصاحبك الكلام ده مش ليا .. كبير وأهبل ..
, توسّعت عيني أدهم بغضب: بتقول إيه سمعني تاني كده .. أنت يعني مُصرّ دايماً تخليني أندم على تربيتي ولّا إيه ؟
, سيف ببرود: طب م أنت قولتها تربيتك .. يعني دي غلطتك أنت أنا مليش دعوة ..
, هتف أحمد وهو مازال يقف علی الباب: وسام برا يا زين جه علشان تروحوا الكلية سوا ..
, شهق زين بصدمة هاتفاً: نهار اسود .. عندي محاضرة كمان شوية هفوتها .. كله بسبب أخوك يا سيفووو ابقا اتصرّف معاه عاوز أرجع ألاقيه رجع لطبيعته سلااام .. تعال يا عمااار الكلب الحقني بسرعة ..
, .
, جحظت عيني سيف يتابعه بصدمة ولطم وجهه هاتفاً: الجزمة ابن الجزمة رايح الكلية ؟؟!! مش ابني ده .. مش ابني خااالص .. و**** يا أدهم معرفتش تربي أنا الحق عليا سيبت تربيتهم عليك ..
, دخلت امرأة في الأربعن من عمرها .. ولكنها تبدو وكأنها أصغر بكثير .. وجهها متورّد وعينيها دافئة .. ومازالت ملامحها بريئة وناعمة ..
, اقتربت نحوهم بابتسامة : أبيه دووومي وحشتني أووي و**** يا أبو حيدر ..
, ابتسم أدهم بفرح واقترب يعانقها: وأنتي يا حبيبتي وحشتيني جداً .. مجيتيش بقالك يومين ليه ؟
, نور بابتسامة: معليش حقك عليا كنت مكسلة .. وعيالك المجانين دول جوا عندنا ودمروا الشقة كلها فضلت يومين بنضف وبرتّب من وراهم ..
, سيف: هو أنا شفااف يعني ولّا إيه ؟ مفيش بالدنيا غير أدهم ؟
, نور بإغاظة: هش هش سامعة صوت دبانة حوليا .. انتوا مبتنضفوش الفيلا كويس ولا إيه ..؟
, ضحك أدهم هاتفاً: دي أكييد من برا بس شكلها كده عملاقة علشان صوتها عالي كده ..
, صرخ سيف بغضب: أنتوا فاكرين نفسكوا ظريفين أووي .. ده إيه تقل الدم والتفاهة دي ..؟
, سمعوا صراخ قادم من الخارج ليركض أدهم سريعاً وهو يستمع لصوت ليلى .. اقترب هاتفاً بقلق: في إيه ..؟
, كانت مبتسمة بسعادة وهي تُمسك الهاتف فوق أذنها لتهتف بحماس: ده زووومااا يا أدهم بقولي هيرجع كمان يومين ..
, ابتسم بسعادة وجذب الهاتف من يدها قائلاً: أنت يالا لما ترجع هعلقك بقا دي السفرۃ اللي مش هتاخد أكتر من أسبوع ..
, ابتسم حمزة قائلاً: دوومي وحشتني أوي ..
, أدهم: متوهش الكلام وتاكل بعقلي حلاوة يا كداب ..
, تنهد حمزة بابتسامة: بجد وحشتي جدداً .. معليش أنت عارف شغلنا كويس كان اسبوع وخلاص بس حصل حاجة طارئة واضطريت ابقى وقت أكبر .. بعدين أنا دلوقتي مش في لندن ..
, أدهم بدهشة: أومال فين ؟
, حمزة: في باريس .. بيطلبوني بقالهم زمان لحالات مستعجلة ومقدرتش أرفض ..
, تنهد أدهم هاتفاً: **** معاك يا حبيبي ويجزيك الخير يارب ..
, هتفت ليلى بصوت عالي: حمزة هترجع إيمتى بالظبط علشان اقلب الفيلا كلها لاستقبالك ..؟
, ابتسم حمزة هاتفاً: قولها يومين وهكون قودامها .. هبقى ردلها خبر قبل وقت ولو حصل حاجة منعتني هقولها بس إن شاء **** المرة دي مفيش تأخير ..
, أدهم: تمام ياحبيبي مستنيين .. أصل في كلاب هنا بتهوهو وعايزة مين يرميلها عضمة ..
, تعالت ضحكات حمزة هاتفاً: معايا شنطة كلها عضام حااضر من عينيا ..
, أدهم: خلي بالك من نفسك متتأخرش ..
, حمزة: حاضر يا حبييي سلام ..سلملي ع الجماعة عندك ..
, أغلق أدهم الهاتف قائلاً: هييجي كمان يومين ولو حصل حاجة هيخبرنا قبل بوقت ..
, هتفت ليلى بحماس: ياحبيبي وحشني جدداً .. يبقى هتفضلي معانا يا نور عشان نجهز كل حاجة بحبها حمزة ..
, نور: من عينيا كام زوما عندي أنا ..
, تنهّدت ليلى مبتسمة بشوق كبير لأخيها الصغير وابنها الذي تعشقه وكانت له أماً ثانية خاصة بعد وفاة والدتهم .. غامت عينيها بحزن عند تذكرها تلك الفترة منذ سنين .. فقد دخل حمزة بدوامة حزن كبيرة وبدأ ينفرد وحيداً منعزلاً عن الجميع .. كان متعلّقاً بها وبرحيلها أحدثت شرخاً عميقاً في حياته حاولت جاهدة هي وأدهم على ترميمه ولكن آثاره مازالت واضحة .. بدأ يدفن نفسه بالعمل ويُنهك نفسه وجسده فقط لينسى .. حاول الجميع معه ليُخرجه من وحدته وبعد جهد جهيد نجحوا في ذلك وعاد لطبيعته .. إلا أن حزنه العميق مازالت تلمحه في عينيه وهي تعمل جاهدة لتعويضه والوقوف بجانبه دائماً ..